حالة من الغضب انتابت موظفي شركة فيس بوك من رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرج بسبب طريقة تعامله مع العنف الذي وقع في كينوشا الأمريكية في الآونة الأخيرة، فبعد أيام من الاضطرابات المدنية، بات يتساءل موظفو فيس بوك عما إذا كانت شركتهم تبذل ما يكفي لقمع الميليشيات والمجموعات التي تثير العنف على الشبكة الاجتماعية أم لا.
وانتقد موظفو فيس بوك، الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، الخميس، خلال اجتماع عقد على مستوى الشركة، حيث شككوا في قيادته وصنعه للقرار بعد أسبوع روجت فيه المنصة لنظريات المؤامرة العنيفة وأعطت الملاذ الآمن لمجموعات الميليشيات، وفقا لما ذكره موقع " BuzzFeed News".
كان الرئيس التنفيذي الملياردير يتحدث عبر البث الشبكي في الاجتماع الأسبوعي الشامل للشركة، محاولًا الرد على أسئلة حول العنف في كينوشا، ومؤامرة "QAno " التي انتشرت عبر منصة فيسبوك، حيث جاء الاجتماع بعد يوم واحد من إعلان صحيفة "The Verge ، أن مجموعة ميليشيا نصبت نفسها باسم "كينوشا جارد" استخدمت صفحتها على فيسبوك لتحريض الناس على "حمل السلاح" - انتهاكًا لسياسات فيسبوك الخاصة. تلك الصفحة ظلت على الإنترنت على الرغم من مقتل شخصين على الأقل في حادث إطلاق نار.
وظلت تلك الصحفة على المنصة حتى أبلغ عنها العديد من مستخدمي فيسبوك، وبعد مرور فترة، أزالت الشركة صفحة "كينوشا جارد" الأربعاء بعد إطلاق النار على اثنين من المتظاهرين.
وخلال ذلك الاجتماع كان يمكن لجميع موظفي فيسبوك الذين يزيد عددهم عن 50 ألف موظف مشاهدة البث والتعليق عليه أثناء الاجتماع، أو مشاهدة التسجيل بعد انتهائه- وفور تحدث زوكربيرج في الاجتماع الافتراضي، انهالت التعليقات الغاضبة، حيث قال أحد الموظفين:"في أي نقطة نتحمل مسؤولية تمكين نشر المنشورات المليئة بالكراهية عبر خدماتنا".
وكان هناك صراع داخلي متزايد بين موظفي فيس بوك، وصل إلى ذروته عندما فشلت الشركة في اتخاذ إجراء بشأن منشور في شهر مايو من الرئيس دونالد ترامب اقترح فيه استخدام عنف الدولة ضد المتظاهرين الذين يحتجون على قتل الشرطة لجورج فلويد.
وتحدى بعض الموظفين بشكل علني زوكربيرج، الذي يحافظ على سيطرة غالبية المساهمين على التصويت وقوة اتخاذ القرار الكاملة في فيس بوك.
وأشار الموظفون مؤخرا في التعليقات على اجتماع الرئيس التنفيذي ليسألوا لماذا كان رد فعل فيس بوك بطيئًا، لا سيما بعد أن بقيت صفحة ميليشيا كينوشا على المنصة بعد أن أطلق شخص النار وقتل اثنين من المتظاهرين ليلة الثلاثاء.
بينما قال زوكربيرج، إن حسابات مطلق النار على فيس بوك وإنستجرام، لم تظهر أي اتصال واضح بصفحة كينوشا جارد التي أُزيلت بعد انتهاكها قواعد فيسبوك الجديدة التي أدخلت الأسبوع الماضي والتي وصفت الميليشيات وجماعات نظرية المؤامرة "QAnon" بأنها "أفراد ومنظمات خطرة" لاحتفالاتهم بالعنف.
وأضاف زوكربيرج، إن الشركة لم تلتقط الصفحة على الرغم من تقارير المستخدمين، لأنه تم إرسال الشكاوى إلى مسئولي الإشراف على المحتوى الذين لم يكونوا على دراية "بكيفية عمل الميليشيات". "وفي المراجعة الثانية، عند القيام بذلك بشكل أكثر حساسية، أدرك الفريق المسؤول عن المنظمات الخطرة أن هذا ينتهك السياسات وقمنا بإزالته."
لكن لم ترض هذه الإجابة بعض الموظفين، حيث كتب أحدهم "نحن بحاجة إلى التحسن في تجنب الأخطاء وأن نكون أكثر استباقية". "علينا إنشاء آليات للقضاء على هذه المشكلات قبل أن تؤدي إلى ضرر حقيقي".