يوما تلو الآخر، تتوالي التحذيرات من مخاطر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، فبخلاف نشاطها في العديد من الدول العربية وبلدان الشرق الأوسط، حاولت الجماعة ـ ولا تزال ـ التسلل إلى المجتمعات الغربية في محاولة للسيطرة على مفاصل تلك المجتمعات وتشكيل رأي عام داعم لوجوده المشبوه.
وأمام الحيل الإخوانية، توالت تحذيرات خبراء غربيين من دور الإخوان التخريبي ومن بين تلك التحذيرات ما أطلقه الكاتب الأسباني سيرخيو كاستيانو ريانيو، في كتابه "الإخوان"، والذي قال فيه إن التنظيم ليس مجرد حركة بل جماعة إرهابية تعمل ضد الأمن وهدفها الوحيد الوصول للسلطة بأى شكل".
وقالت المؤسسة الأورو-عربية التى أصدرت الكتاب على موقعها الإلكترونى، إن الكتاب يقع فى ستة فصول تتناول عددًا من الموضوعات المتعلقة بالإسلام والتيارات الإسلامية، والحركة الفكرية للإخوان، وعملية انتشار الحركة دوليًا، وموقف الإخوان من العنف، والمشاركة السياسية للإخوان، ونفوذ الجماعة فى أوروبا، واستعرض المؤلف فى كتابه تحليل تطور الحركة الدولية للإخوان وتاريخ عدد من المنظمات المرتبطة بفكر مؤسس الحركة حسن البنا وعلاقتهم بالإرهاب، فضلًا عن الخلط بين الإسلام وشموله وبين تلك التيارات وتأثيرها السلبى نتيجة لأعمال العنف التى ارتكبها الإرهابيون.
وفى عرضه للكتاب، قال ريانيو "إن الإخوان دائما تعمل ضد الأمن"، وأكد "نحن لا نتحدث عن جماعة أو حركة إسلامية ولكننا نتحدث عن جماعة إرهابية، وهدفها الوحيد الوصول للسلطة بأى شكل"، لافتًا إلى أن الربيع العربى بالفعل انقلب إلى خريف عربى خاصة بعد وصول الإخوان إلى الحكم فى مصر.
تاريخ العنف الذى تورط فيه الإخوان وأفكارهم المتشددة..
وتناول الكاتب ظهور جماعة الإخوان عام 1928 بزعامة البنا والهدف من وراء تلك الجماعة من أجل إقامة ما يسمى بـ"الدولة الإسلامية" المنشودة تسعى من خلالها القضاء على النظم السياسية والسماح للجماعات الإسلامية للوصول للحكم ثم تهيئة الأجواء للسيطرة على مؤسسات الدولة، وفى مفهوم تلك الجماعة لا تكون السيادة للشعب وبالتالى رفض كل أشكال الديمقراطية.
وأوضح "ريانيو" أن التاريخ يكشف العديد من أحداث العنف التى تورطت فيه جماعة الإخوان والأفكار المتشددة التى تبنتها تلك الجماعة ومن ضمنها وجوب المواجهة المسلحة مع الحكومات التى تعتبر فى وجهة نظرهم كافرة، فضلًا عن القيام بسلسلة من الاغتيالات وفى مقدمتها اغتيال النقراشى باشا رئيس الوزراء والقاضى أحمد الخازندار، ومحاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر عام 1954، فضلًا عن القيام بعدد من أعمال العنف المسلح فى سوريا من خلال تكوين جماعات مسلحة صغيرة تقوم بالاعتداء بشكل مباشر على كبار المسئولين بالحكومة، ووفقًا للمؤلف فإن الكثيرين يرون أن حماس صنيعة الإخوان.
ويتحدث الكاتب عن الدور السياسى للإخوان، ويقول إنه بمجرد تحليل تطور المشاركة السياسية للإخوان فى الشرق الأوسط، يمكن إثبات أنه بالرغم من وجود نفس المبادئ الفكرية، إلا أن كل فرع من فروع الإخوان كان يوائم نشاطه السياسى بالمحيط الذى يعيش فيه، واستعرض الكاتب الإسبانى تطور جماعة الإخوان فى الشرق الأوسط ثم تطور فكرهم ليصل إلى الدول الغربية، حيث كانوا ينظرون إلى الغرب على أنه سبب كل المصائب والشرور التى يعانى منها العالم العربى والإسلامى، وأن الغرب "دار حرب" ثم تحول الغرب فجأة إلى "دار دعوة" لنشر الإسلام وتخلى جماعة الإخوان عن بعض مبادئهم للوصول إلى أهدافهم.
ووفقًا لسيد قطب الذى يعد المنظر الأساسى لفكر الجماعات الإسلامية المتشددة، فإنه كان يهدف إلى قتال كل من فى العالم الغربى والمجتمعات العلمانية والحكومات الكافرة التى تسيطر على العالم الإسلامى، وعندما انتشر العمل الدعوى فى ألمانيا، فقد أدى فكر جماعة الإخوان فى عدد من القضايا إلى تفسيرات متطرفة، وقد استغلت بعض الجماعات الإرهابية المساجد فى ألمانيا لنشر فكرها، ومن هنا برزت الجهود التى بذلتها المنظمات الإسلامية المعتدلة لتوضيح موقفها والابتعاد عن التطرف والتعصب.. ثم استعرض الكاتب بشكل مفصل تطور دور جماعة الإخوان فى كل من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وإسبانيا. كما يؤكد الكاتب أن الالتزام الذى تبديه الجماعة نحو القيم الديمقراطية ونبذ العنف يتعارض مع الدعم المستمر للعمليات الإرهابية التى ترتكبها حماس وكذلك تبرير العمليات المتطرفة فى العراق وأفغانستان ضد القوات الدولية.
الإخوان تخلوا عن مبادئهم من أجل السيطرة على اللعبة السياسية..
وتساءل الكاتب هل الإخوان تخلوا عن مبادئهم من أجل تحقيق أهدافهم واتباع استراتيجية للسيطرة على اللعبة السياسية؟، حيث يقول إنهم وجدوا فى السياسة الطريق الوحيد والسريع لتحقيق أهدافهم، وقال إنها مجرد محاولة لبسط نفوذهم والتقدم بشكل تدريجى نحو تحقيق أهدافهم، وأنه لا ينبغى أن يتم النظر بأن هناك تطورا إيجابيا فى فكر الإخوان، لأن الإخوان منذ البداية يدافعون عن فكرة استعادة الخلافة لتحل محل العلمانية والرأسمالية اللتان تحكمان العالم حاليًا ويتبنون الفكر الإرهابى والعنف لتنفيذ مخططاتهم.