شارك مركز الحوار العالمى فى اللقاء الدولى الذى عقده المجلس الاستشاري متعدد الأديان، التابع للأمم المتحدة بمناسبه الذكرى (75) للمنظمة، تحت عنوان: (لنشكل مستقبلنا معًا)، والذي شهد هذا العام، حوارات عالمية تركزت حول دور القيم الدينيه والإنسانيه لمساندة صانعي السياسات لمعالجة القضايا التي تواجهها البشرية.
وأعرب فيصل بن معمر، الأمين العام لمركز الحوار العالمي في كلمته بهذه المناسبة، عن اعتزازه بتمثيل المركز في احتفالات المنظمة بالذكرى الماسية لتأسيس هذا الكيان الأممي المحوري لمتابعة الجهود الدولية متعددة الأطراف، لافتًا إلى أن مرور (75) عامًا على تأسيسها، كان موعدًا فارقًا في تاريخ البشرية؛ وإيذانًا بافتتاح مرحلة نوعية من مسيرتها الجديدة القائمة على التفاهم والتواصل والتعاون والتنوع والتعددية، مثمنًا جهود منظمات وبرامج الأمم المتحدة في التخفيف من آثار الفقر، وتعزيز السلام ومكافحة التطرّف والإرهاب، بحيث ساهمت الجهود العالميه في مجالات متعدده في معالجة كثير من القضايا التي واجهت البشريه خلال العقود الماضية.
وأشار ابن معمر إلى أن هذا الاحتفال يأتي في عام يواجه العالم فيه، جائحة كوفيد-19، على أثر الأزمة الصحية العالمية الغير مسبوقة والتي أحدثت آثارا اقتصادية وأبعادا اجتماعية خطيرة، والتي وصفها الأمين العام للمنظمة غوتيريش، بـ «الأزمة الأكثر تحديًا التي واجهتها الأمم المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية»، معربًا عن أمله أن تكون هذه الأزمة دافعًا للعالم بأسره لتجاوزها بأكثر قوة وتماسكًا واستعدادًا للتعاون والتضامن والحوار كأسرة عالمية واحدة، لبناء مستقبل أفضل للجميع.
وشدّد الأمين العام لمركز الحوار العالمي على أن هذه الذكرى الماسية للمنظمة، تذكّر، بما لا يدع مجالاً للشك، بأدوار المجموعات والمنظمات المشتغلة بالقيم الدينية والانسانية والتي كانت جزءًا لا يتجزَّأ من مَهمة المنظمة الإنسانية، خاصةً أن حوالي ما نسبته 84% من سكان المعمورة يدينون بديانة معينة، لافتًا إلى اعتماد المنظمات الحكومية وغير الحكومية أو حتى الحكومية الدولية على مساندة صانعي السياسات العالمية، ومنها: منظمة الأمم المتحدة، جنبًا إلى جنب مع مدخلات الجهات المؤثرة والقيادات الدينية في مساعيهم لتمكين الناس وبناء السلام وضمان تحقيق التعايش في ظل المواطنة المشتركة في جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى الدور الرئيس لهذه المجموعات الدينية في اتفاقيات الأمم المتحدة ، التي كانت جزءًا من مبادراتها لتأمين حرية وكرامة الانسان والمعتقد وحماية الأماكن المقدسة والحد من خطاب الكراهية.
وأعرب ابن معمر عن اعتزاره بتمثيل مركز الحوار العالمي، المنظمة الحكومية الدولية الوحيدة التي تشكّل جزءًا من المجلس الاستشاري متعدد الأديان اليوم؛ مشيرًا إلى استراتيجيته المتفرِّدة لتفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية؛ ليكونوا شركاء رئيسين، لمساندة صانعي السياسات في التصدي الفعال للتهديدات المتعددة للتعايش السلمي، والتسامح، التي تتورط فيها الجماعات القومية والشعبوية والمتطرفة بين مختلف أتباع الأديان والثقافات في العالم، وتنامي خطاب الكراهية والتفرقة، داعيًا لأن تتاح الفرص أمامهم حتى نلمس النتائج المرجوة والمنشودة على أرض الواقع في مجتمعاتهم المحلية، مشيرًا إلى سعي مركز الحوار العالمي لتعزيز هذا التعاون من خلال بناء منصات الحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات ودعمها، وكذا تعزيز العلاقات بين صانعي السياسات والقيادات الدينية وتوطيدها.
وفي ختام كلمته؛ أشاد ابن معمّر بالعمل الدؤوب والحثيث الذي قام به جميع أعضاء فريق العمل المشترك بين وكالات منظمة الأمم المتحدة، المعني بالدين والتنمية، وثمّن جهودهم في تقديم المشورة لكيانات الأمم المتحدة بشأن التعاون مع الجهات الدينية الفاعلة في تنفيذ جدول أعمال 2030، وزيادة الوعي بدور ومساهمة الجهات الفاعلة الدينية في التنمية البشرية والسلام، مشيرًا إلى إنشاء المجلس الاستشاري متعدد الأديان، الذي تشرف بتولي رئاسته المشتركه خلال العامين الماضيين ، والذي أسهم في مساعدة منظمات الأمم المتحدة على إدراك أهمية الآليات المتعددة لتفعيل دور القيادات والمؤسسات الدينيه لمواجهة التحديات العالمية، بالإضافة إلى إمكانية توسيع آفاق التعاون مع المنظمات والقيادات الدينية وصانعي السياسات في المنظمات الدوليه في تحقيق الأهداف المشتركة، داعيًا إلى الاتحاد كأسرة بشرية واحدة نحو سلام الإنسانية في السنوات الـ 75 المقبلة أيضًا، وعزا تحقيق ذلك بالتزام الجميع المتجدد بأهمية الحوار العالمي والتعاون والتضامن.
تأسس المجلس الاستشاري متعدد الأديان في عام 2018، وهو كيان غير رسمي وتطوعي يتكون من أكثر من 40 من القيادات الدينية ورؤساء المنظمات الدينية.
ويعكس تكوين المجلس تنوع الأديان والتواجد الإقليمي والوطني، كما يغطي مجالات مختلفة تعكس مهام الأمم المتحدة.
ويلتزم المجلس الاستشاري متعدد الأديان، وهو مساحة لجمع شركاء دينيين في هيئة مستشاري للأمم المتحدة، في مساعيهم المتعلقة بحقوق الإنسان والسلام والأمن والتنمية المستدامة، بدعم التعددية وحقوق الإنسان الدولية، من خلال التعاون متعدد الأديان في حدود أو لأجل جدول أعمال 2030.
وتأسس فريق عمل الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات المعني بالدين والتنمية في عام 2010. وهو فريق يدعم عمل كيانات الأمم المتحدة نحو هدفها المشترك المتمثل في المشاركة المرجوة والاستراتيجية والمستدامة مع الشركاء الرئيسيين في المجتمعات المتدينة، لدعم الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية الدولية.
ويهدف هذا الفريق إلى تعزيز تبادل المعرفة بشأن نقاط التقاطع بين الدين والجهات الدينية الفاعلة من جهة ومهمة منظومة الأمم المتحدة القائمة على تحقيق التنمية وحقوق الإنسان والسلام والأمن من جهة أخرى.
يضم فريق العمل المشترك بين الوكالات حاليًا أكثر من 20 وكالة مختلفة من وكالات الأمم المتحدة، وساهم في تأسيس المجلس الاستشاري متعدد الأديان.