نام آلاف المهاجرين في العراء بجزيرة ليسبوس اليونانية بعد الحريق الذي دمر مخيمهم المؤقت وحوَّله إلى حطام واضطرهم للفرار دون مكان يلجأون إليه.
ونقلت السلطات اليونانية أكثر من 400 طفل ومراهق لا يرافقهم أحد من ذويهم إلى البر الرئيسي في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس على متن ثلاث رحلات طيران مستأجرة.
ونامت أسر على جوانب الطرق وفي مرائب السيارات التابعة للمتاجر الكبيرة وفي الحقول في أنحاء الجزيرة التي كانت في صدارة أزمة تدفق المهاجرين على أوروبا في عامي 2015 و2016.
كان مخيم موريا يؤوي نحو 12500 من المهاجرين. وأجبر الحريق الهائل الذي اندلع فيه مساء الثلاثاء الآلاف على الفرار وحوَّل المخيم المعروف بتردي الأوضاع المعيشية لسكانه إلى أكوام من الفولاذ المحترق والخيام البلاستيكية الذائبة.
وشب حريق ثان مساء أمس الأربعاء مدمرا ما تبقى من المخيم. وأُرسلت تعزيزات من الشرطة لمنع المهاجرين من الوصول إلى بلدة ميتيليني الرئيسية وحصر وجودهم على الحقول وجوانب الطرق.
وأشارت طفلة حافية القدمين اسمها فالينسيا لمراسل من رويترز تخبره بأنها جائعة وطلبت قطعة من البسكويت.
وقالت فالينسيا التي تبلغ من العمر ثمانية أعوام والتي جاءت من الكونجو "احترق منزلنا، احترق حذائي، ليس لدينا طعام ولا ماء".
ونامت هي وأمها ناتزي مالالا (30 عاما) وأخيها الرضيع على قارعة الطريق.
وقالت وزارة الهجرة إنها ستتخذ "كل الخطوات اللازمة" لضمان توفير مأوى للأسر والجماعات التي تحتاج للرعاية لكن من المتوقع أن يواجه هذا مقاومة شديدة من السكان.
وكانت السلطات بالفعل على خلاف مع السكان بسبب خطط لإبدال موريا بمركز استقبال مغلق، حيث يخشى سكان ليسبوس أن يؤدي ذلك لبقاء الآلاف من طالبي اللجوء بصفة دائمة.
وقال كوستاس موتزوريس حاكم منطقة شمال إيجة إن البلديات على خلاف بشأن طريقة التعامل مع الموقف. وأضاف في حديث لرويترز "لم يُتخذ أي قرار. لم تُحل المسألة بعد".
وتحقق السلطات فيما إذا كان الحريق الذي اندلع مساء الثلاثاء متعمدا بعدما أدت فحوص الكشف عن فيروس كورونا لعزل 35 لاجئا.