قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن تحقيقا أجراه فريق من صحفييها شمل عشرات المقابلات مع مسئولين فى لبنان فى المرفأ والجمارك والأمن، ووكلاء الشحن والمتخصصين فى التجارة البحرية كشف كيف أن نظاما فاسدا ومختلا فشل فى التعامل مع التهديد المتمثل فى وجود مواد متفجرة لسنوات فى مرفأ بيروت، بينما زاد ثراء القادة السياسيين فى البلاد من خلال الرشاوى والتهريب.
وأشارت الصحيفة إلى أن وثائق لم يكشف عنها من قبل أوضحت كيف أن العديد من الوكالات الحكومية تتحمل مسئولية نزع فتيل الموقف. وأظهرت صورا حصرية من داخل المرفأ للتعامل العشوائى، والذى تحول إلى كارثة فى نهاية المطاف مع المواد المتفجرة. كما أوضح تحليل الفيديو عالى الدقة كيف اجتمعت خليط من المواد القابلة للاحتراق معا لتسفر عن الانفجار الأكثر تدميرا فى تاريخ لبنان.
وأوضحت نيويورك تايمز، أنه فى السنوات الست التى انقضت منذ وصول 2750 طنا من نترات الأمونيوم إلى مرفأ بيورت وتفريغها فى الهنجر 12، تكررت التحذيرات عبر مختلف أطراف الحكومة اللبنانية بين الميناء وسلطات الجمارك وثلاث وزارات وقائد الجيش اللبنانى وقاضيين قويين على الأقل، وقبل اسابيع من الاتفجار، وصلت إلى رئيس الوزراء والرئيس.
لكن لم يتحرك أحد لتأمين المواد الكيماوية، والتى تعادل أكثر من ألف ضعف الكمية التى استخدمت لتفجير مبنى فيدرالى فى مدينة أوكلاهوما عام 1995.
وأكدت الصحيفة أن الكارثة المنتظرة كانت نتاج سنوات من الإهمال والبيروقراطية من قبل حكومة غير فعالة أخضعت السلامة العامة للأعمال الأكثر أهمية للرشوة والكسب غير المشروع.
وتابعت نيويورك تايمز، أن مرفأ بيورت كان المكان الأكثر وضوحا لذلك، فهو جائزة مربحة ممتد فى إقطاعيات متداخلة للأحزاب السياسية اللبنانية التى ترى أنه أكثر من مجرد مصدر للثراء الذذاتى، وللوظائف والعقود التى يتم تقدمها للموالين، ومركزا للبضائع غير المشروعة.