قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن السعودية وإيران كانتا فى حالة صراع دائم على مدار عقود على الزعامة فى الشرق الأوسط، وهى الحقيقة التى ربما تجعل قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مؤخرا تبدو وكأنها أمر معتاد.
لكن أحد أسباب اشتعال التوترات قد يكون مختلفا، وما يثير القلق بدرجة أكبر هذه المرة أن الأزمة تحدث مع سعى كلا القوتين الإقليمتين لتعزز نفسيهما وأن يكون لهما اليد العليا فيما يرونه فراغا للسلطة تسبب فيه تراجع الولايات المتحدة، حسبما يقول بعض المحللين الإقليميين.
وقال جيمس فيليب، الخبير فى شئون الشرق الأوسط بمؤسسة التراث الأمريكية، إن هذه المرة مختلفة ومهمة لأنها تدل على أن التوترات تتصاعد وتصل إلى ذروتها فى ظل تصور كلا من الرياض وطهران أن الولايات المتحدة عازمة على الخروج من المنطقة.
وأضاف قائلا إن هذا قوى من كلا الطرفين للمضى فى تأسيس أولوياتهم الخاصة، والإشارة لبعضهم البعض بأنهم سيراقبون وسيردون على ما يفعله الطرف الآخر، وهو ما يمكن أن يؤدى إلى أفعال تدفع بالجانبين الذين يخوضان بالفعل حروبا بالوكالة على صراع مباشر.
وتابعت الصحيفة قائلة إن التوترات المتزايدة والمواجهة الدبلوماسية والانقسام الشيعى والسنى فى المنطقة ستؤدى إلى تراجع المصالح الأمريكية، وأهمها المعركة ضد داعش والتطرف بشكل عام.
فضلا عن ذلك يمكن أن يزيد تعقيد الشرق الأوسط بما ينهى سياسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بترك صراعات المنطقة كما يقول بعض الخبراء. ونقلت ساينس مونيتور عن سايمون هندرسون، الخبير فى شئون الخليج بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قوله إن هدف إدارة أوباما كان تخفيض التواجد الأمريكى فى المنطقة وتحويل الاهتمام على مناطق أخرى. لكن تلك السياسة أسفرت عن التأثير الذى نشهده الآن، من توترات متزايدة بين خصمين سياسيين بطريقة تمثل تهديدا للمصالح الأمريكية.