نشر جهاز الأمني القومي الأرميني(المخابرات)، اليوم السبت، مقطعا مصورا يؤكد الأنباء والمعلومات بشأن مشاركة مسلحين وخبراء أتراك ومرتزقة بالأعمال الحربية في منطقة ناجورنو قره باخ.
وأظهر المقطع المنشور على الصفحة التابعة لجهاز الأمن القومي الأرميني على يوتيوب تفاصيل المحادثات بين المسلحين الأتراك وتسجيلات المرتزقة القادمين من خارج البلاد للمشاركة بالحرب بين أرمينيا وأذربيجان"، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
وأصدر الجهاز بيانا قال فيه إن الفيديو هو دليل يشير إلى مكالمات بين الطيارين الأذربيجانيين والأتراك، بالإضافة إلى تسجيلات بوجود مرتزقة عرب".
وتجددت الاشتباكات العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان في 27 سبتمبر، وأقر الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، فرض حالة الحرب في عدد من مدن ومناطق الجمهورية وحظر التجول، كما أعلن عن تعبئة جزئية. وسبق ذلك إعلان أرمينيا حالة الحرب والتعبئة العامة.
وأعلن الناطق باسم زعيم ناجورنو قره باخ، فجرام بوجوسيان، أن رئيس جمهورية ناجورني قره باخ، المعلنة من جانب واحد، أرايك آروتيونيان، قد أعلن حالة الحرب والتعبئة العامة لمن تجاوزوا الثامنة عشرة من العمر.
ودعا عدد من الدول، من بينها روسيا وفرنسا، طرفي الصراع إلى ضبط النفس. كما أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، محادثة هاتفية، يوم الأحد الماضي أشارا خلالها إلى أهمية بذل كل جهد ممكن لمنع التصعيد في قره باخ.
وفى سياق متصل أعلن السكرتير الصحفي لرئيس ناجورني قره باخ، المعلنة من جانب واحد فجرام بوجوسيان، في إشارة إلى بيانات استخبارية، أن خسائر باكو العسكرية في قره باخ قد تجاوزت 3000 قتيل.
وكتب بوجوسيان على فيسبوك، أن "البيانات الاستخباراتية تظهر أن عدد الضحايا الأذربيجانيين قد تجاوز ثلاثة آلاف قتيل"، مشيرا إلى أن "أغلبية الجثث في المنطقة المحايدة ولا يتم عمل أي شيء لإزالتها".
وفي وقت سابق، دعا الرؤساء المشاركون لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أطراف النزاع إلى الإعلان الفوري عن هدنة إنسانية لنقل الجثث.
وبحسب وزارة الدفاع الأرمينية، فإن قره باخ "تعرضت لهجمات جوية وصاروخية". وأفاد المتحدث الصحفي باسم رئيس جمهورية ناجورنو قره باخ المعترف بها من جانب واحد، فجرام بوجوسيان، بأن المناطق المدنية في قرة باخ، بما في ذلك العاصمة ستيباناكيرت، قد تعرضت لنيران المدفعية، ودعا السكان للنزول إلى الملاجئ.
وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القوات المسلحة الأذربيجانية شنت عملية هجوم مضاد على طول خط التماس بأكمله في قره باخ.
وصرحت وزارة الدفاع الأرمينية أن أذربيجان فقدت ثلاث دبابات، ومن المفترض أن هناك "خسائر في القوات العاملة". وأعلن الجيش الأذربيجاني عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.
يشار إلى أن العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا تدهورت بنهاية الحقبة السوفياتية على خلفية أحداث سومجايث واندلاع الأزمة حول إقليم قره باخ الجبلي، في فبراير عام 1988، بعد أن قرر الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي، والخروج من قوام جمهورية أذربيجان السوفيتية الاشتراكية، ومن ثم وإعلانه في عام 1991، الاستقلال كجمهورية قره باخ الجبلية.
وأدى النزاع الناتج عن هذا الوضع إلى فقدان أذربيجان لسيطرتها على الإقليم. واستمرت المفاوضات حول الحل السلمي للنزاع في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتصر أذربيجان على الحفاظ على سلامتها الإقليمية، وأرمينيا تدافع عن مصالح الجمهورية غير المعترف بها، لأن جمهورية مرتفعات قره باخ ليست طرفا في المفاوضات.