طالبت نيابة كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، بالسجن لمدة عام ونصف العام للرئيس الأسبق "جون دو-هوان" بتهمة التشهير بالقس الكاثوليكي الناشط الذي قام بتوثيق حملة القمع الدامية التي شنتها قوات "جون" ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في "كوانغجو".
وحسب وكالة أنباء يونهاب، في 18 مايو عام 1980، انتفض المواطنون في "كوانغجو" –الواقعة على بعد 330 كيلومترًا جنوب سيئول– ضد المجلس العسكري بقيادة "جون"، وشنت قواته حملة قمع صارمة ضد الانتفاضة التي استمرت 9 أيام، مما أسفر عن مقتل أكثر 200 شخص وإصابة 1.800 آخرين، وفقًا للبيانات الرسمية.
وتم توجيه الاتهام إلى "جون" –البالغ من العمر 89 عامًا والذي قاد الحكومة الاستبدادية من 1980 إلى 1988– في مايو 2018 بتهمة التشهير في مذكراته المثيرة للجدل بروايات شاهد العيان والقس الكاثوليكي الراحل "جو بيوس" عن القمع الوحشي الذي ارتكبه النظام آنذاك.
وفي تلك المذكرات المنشورة في أوائل عام 2017، أصر "جون" على أن الناشط الراحل "جو" كذب في شهادته، ووصفه بأنه "شيطان يرتدي قناعًا".
وفي المرافعات الأخيرة في محكمة "كوانغجو" الإقليمية اليوم الاثنين، والتي لم يحضرها "جون" بسبب سوء حالته الصحية، طلب الادعاء من المحكمة فرض عقوبة بالسجن لمدة عام ونصف العام على "جون" للتشهير بالقس الراحل.
وفي لقاء مع الصحفيين قبل حضور الجلسة النهائية للمحكمة، قال القس الكاثوليكي "جو يونج-داي"، المدعي وابن شقيق القس الراحل، إن شهادة "جو" أتاحت للبلاد "اتخاذ خطوة كبيرة نحو الحقيقة" فيما يتعلق بانتفاضة 18 مايو الديمقراطية.
وعلى الجانب الآخر، قال محامي الرئيس الأسبق "جونج جو-كيو" للصحفيين إنه واثق من تبرئة موكله من تلك التهمة "بناءً على الأدلة التي تم الحصول عليها حتى الآن".
وقال "فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان هناك إطلاق نار من الطائرات المروحية، فهناك حقيقة واحدة فقط"، مضيفًا، "لقد كنت أعمل في المحاكمة وعيني على معرفة الحقيقة".
ومنذ توجيه الاتهام له في مايو 2018، رفض "جون" استدعاء المحكمة لعدة مرات، متذرعًا بأسباب صحية، من بينها ادعاؤه أنه يعاني من مرض ألزهايمر. وقد مثل أمام المحكمة مؤخرًا في شهر أبريل الماضي.
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة حكمها في نهاية العام على أقرب تقدير.