كشفت تسريبات البريد الإلكتروني الخاص بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، أسرارا عن الرشاوي التي قدمتها إمارة قطر لإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وفى مقدمتها كلينتون ليس فقط بهدف غض الطرف عن الممارسات القطرية المشبوهة، بل للمساهمة في نشر أجندة الخراب في الشرق الأوسط.
ولم تكن مساعى القطريين للتودد للغرب والأمريكيين على وجه التحديد خفية، فالوثائق التاريخية تكشف الكثير عن هذه المحاولات باستخدام شتى الطرق سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو العلاقات الشخصية أو حتى جماعات الضغط.
ومن بين الأمور التى كشفت عنها إيميلات هيلارى التى نشر الإف بى أى جزءا منها قبل سنوات، هو مساعى الشيخة موزة، والدة أمير قطر الحالى، وزوجة الحاكم السابق، للتودد إلى وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عن طريق شيرى بلير، زوجة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق.
وكشفت إحدى الرسائل الموجهة من شيرى إلى كلينتون عن رغبة موزة فى بناء علاقات مع كلينتون، وقالت شيرى بلير فى رسالتها إلى هيلارى بتاريخ 13 مايو 2009، أى بعد أقل من 4 أشهر على تولى الأخيرة منصبها فى الخارجية الأمريكية: قد تعرفين أننى على مدار السنوات الأربع الماضية عملت مع القطريين وتحديدا الشيخة موزة حول قضايا الإعاقة فى قطر بنيت علاقة طيبة معهم. وقد تواصلت الشيخة موزة معى سرا، وقالت إنهم حريصون على أن تكون علاقتهم بالولايات المتحدة على موطئ أكثر إيجابية وتأمل فى لقاء نسائى خاص مع كلينتون. وأنها مسرورة للمجىء إلى واشنطن لو استطاعت إتاحة بعض الوقت.
وكانت وثائق كشف عنها موقع التسريبات ويكيليكس فى عام 2016، قد كشفت إهداء قطر مليون دولار لمؤسسة كلينتون بمناسبة عيد ميلاد الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون.
وفي رسالة عبر البريد الالكترونى، أبلغ مسئول كبير في مؤسسة كلينتون زملاءه بأن تبرعا مزمعا من الحكومة القطرية بمناسبة عيد ميلاد بيل كلينتون تم خلال اجتماع عقده مع سفير قطر في واشنطن.
وقال أميتاب ديساي المسئول في المؤسسة على بريده الالكتروني، إن "السفير طلب رؤية دبليو.جيه.سي (وليام جيفرسون كلينتون) لمدة خمس دقائق في مدينة نيويورك لتقديم شيك بمبلغ مليون دولار وعدت به قطر بمناسبة عيد ميلاد دبليو.جيه.سي في 2011 ".
وتم قبول هذه "الهدية" دون أن تبلغ هيلاري كلينتون الخارجية الأمريكية رسميا، وفقا لما يقتضيه القانون الأمريكي، ورغم تعهدها أثناء تسلمها منصبها الوزاري آنذاك بفحص وتدقيق التبرعات التي يتلقاها الصندوق من حكومات أجنبية.
وارتبطت إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون بعلاقات مشبوهة مع تنظيم الإخوان الدولي، وضمت دوائر واشنطن الرسمية وشبه الرسمية في تلك الفترة عناصر موالية للتنظيم، بمقدمتها "هوما عابدين" المساعدة الشخصية لهيلاري كلينتون، وذراعها اليمني في الحملة الانتخابية لماراثون البيت الأبيض 2016.
وكشفت إحدى الوثائق المسربة من البريد الإلكتروني لكلينتون محادثة بيها وبين رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم حول ما سمي بصندوق الاستثمار المصري الأمريكي وطلب مشاركة قطر في الصندوق، حيث أبدت قطر قدرا من الرغبة في ذلك، بما يفتح لها المجال للتدخل في الشأن المصري، وتمكين جماعة الإخوان الإرهابية داخل مصر فى السنوات التى تلت 2011.
ووفق ما ورد في البريد الإلكتروني، فإن هيلاري زارت قناة "الجزيرة" في مايو 2010، واجتمعت مع مدير الشبكة وضاح خنفر. وتلا ذلك لقاء مع أعضاء مجلس إدارة القناة، حيث جرت مناقشة زيارة وفد منها إلى واشنطن في منتصف مايو من ذات العام.