حذرت صحيفة "لاراثون" الأسبانية من عودة ظاهرة الذئاب المنفردة، مؤكدة أن تهديدات تنظيم داعش لا تزال قائمة، وهو ما ظهر في واقعة ذبح أستاذ التاريخ الفرنسي صامويل باتي، مؤخراً.
وفى تصريحات للصحيفة، قال الخبير في ملف الإرهاب، يان سانت بيير، إن ظاهرة التطرف أصبحت تنتشر بشكل واضح ليست فقط فى فرنسا بل فى عدد من الدول الأوروبية الأخرى، مشيراً إلى أن تهديد التطرف العنيف تغير فى السنوات الأخيرة فى أوروبا، فقبل 15 عاما كان المتطرفون بحاجة إلى أن يكونوا جزءا من مجموعة، حيث كانوا يتواصلون مع أشخاص متشابهين فى التفكير، ويتشاركون المحتوى المتطرف وربما يخططون لهجمات إرهابية، أما الآن يمكنهم القيام بذلك بمفردهم دون عضوية لجماعية رسمية.
وأضاف : الجماعات المتطرفة لم تعد بحاجة إلى التجنيد الرسمى أو التسلل بل لنشر آرائها ودعايتها على الإنترنت قدر الإمكان، من أجل تحريض واستفزاز المتعاطفين والارهابيين المحتملين للعمل بمبادرة منهم، وكان هذا الشكل قام به تنظيم داعش بشكل جيد للغاية منذ عام 2014.
وعن فرنسا بشكل خاص وامكانية مواجهة الجدل حول حرية التعبير ضد التطرف، قال الخبير إن الأمر لا يتعلق بالنقاش حول الفوز ضد أولئك الذين من غير المرجح أن يغيروا موقفهم بقدر ما يتعلق بفهم عواقب حرية التعبير، خاصة فى عصر الاستقطاب الذى نعيشه الآن، وهذا يتطلب أساليب تمنع ونزع سلاح الظروف التى يمكن أن تؤدى إلى آراء وإجراءات راديكالية من أجل عزل الجهات المتطرفة قد الإمكان والحد من وجود التطرف العنيف ونطاقه.
وحول قرارات الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون لهزيمة التطرف فى فرنسا، أكد بيير أن توقيت الهجوم فى كونفلان بعد وقت قصير من الهجوم الآخر على مكاتب شارلى ابدو يجبر الحكومة الفرنسية على اتخاذ قرارات متهورة ، تجميلية أكثر منها جوهرية".
وأضاف أن محاربة التطرف العنيف مشكلة طويلة الأمد ويجب أن تعكس الحلول هذا النهج، ولسوء الحظ هذا الحل يعتبر قصير المدى، ويبدو أن القرارات التى أعقبت الهجوم تجسد هذا الوضع مرة آخرى".
وردا على سؤال حول الاسباب التى جعلت فرنسا ساحة المعركة الرئيسية للهجمات الإرهابية معتبرة أن الدولة من أكثر الدول تسامحا فى أوروبا، قال الخبير إن "تظهر الأبحاث حول اسباب التطرف أن المشاكل المالية ليست سوى جزء صغير من الدوافع ، ولكن تلعب الهوية أو الشعور بالانتماء دورا أكبر فى المظالم التى تؤدى الى التطرف العنيف أكثر من الفقر، وعلى سبيل المثال، إذا كان يبدو أكثر تواجدًا في فرنسا ، فلا ينبغي أن ننسى أن الدول الأوروبية الأخرى ، مثل المملكة المتحدة أو بلجيكا أو ألمانيا ، يتم استهدافها أيضًا بشكل منتظم بهجمات مخطط لها أو منفذة، لذلك ، فإن ما نراه في فرنسا هو جزء من ظاهرة أكبر بكثير يبدو أنها تتجاوز فرنسا. في الواقع ، ينتشر في أوروبا أكثر مما يبدو".