ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الأربعاء أنه مع اقتراب اجراء الانتخابات الرئاسية، قلل الرئيس دونالد ترامب من شأن الارتفاع الحاد في عدد الحالات اليومية الجديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وعزا الكثير منها إلى زيادة إجراء الاختبارات المعملية.
لكن عدد الأشخاص الذين يتم نقلهم إلى المستشفى بسبب الفيروس يروي قصة مختلفة، حيث ارتفع بنحو 46% عن الشهر الماضي وأثار مخاوف بشأن قدرة أنظمة الرعاية الصحية الأمريكية على الاستجابة لهذا الطلب الهائل!.
وأفادت الصحيفة (في سياق تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني) أن أرقام الحالات التي تُسجل يوميا في الولايات المتحدة تشير إلى بدء مرحلة جديدة "متقلبة" في أزمة الوباء، وتأتي بعد أن ضربت موجات سابقة مدنًا كبيرة مثل نيويورك، ثم ولايات مثل فلوريدا وأريزونا. وفي حين أن بعض هذه الأماكن قد بدأت في السيطرة على الفيروس، إلا أن ارتفاع معدلات دخول المستشفيات شلت في حقيقة الأمر بعض المدن التي تمتلك مواردا أقل.
ففي مدينة "إل باسو" بولاية تكساس، تضاعف عدد المصابين بكورونا الذين يتم نقلهم إلى المستشفى لأكثر من ثلاثة أضعاف خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حتى بدأ الأطباء في المركز الطبي الجامعي بنقل بعض المرضى جواً إلى مستشفيات بعيدة مثل "سان أنطونيو" بينما يتم علاج الآخرين في مستشفى ميداني أُنشئ في موقف سيارات قريب.
وعبر الحدود إلى المكسيك، حث عمدة مدينة "سيوداد خواريز" المكسيكية، الذي دخل المستشفى بعد أن ثبتت إصابته بالفيروس للمرة الثانية، على فرض حظر مؤقت على عبور المواطنين الأمريكيين إلى مدينته.
من جانبه، قال الدكتور جويل هندريكس، كبير الأطباء في المركز الطبي الجامعي- أحد أكبر المستشفيات على طول الحدود:" اننا لم نشهد هذه الأعداد من قبل في إل باسو"، وأشار إلى الحاجة إلى تشييد المستشفيات الميدانية لقبول المزيد من المرضى.
وأوضحت الصحيفة أن مستشفى الدكتور هندريكس استقبلت 195 حالة إصابة جديدة بكورونا حتى يوم أمس الثلاثاء مقارنة بحوالي 30 حالة قبل شهر. وبالإضافة إلى خيام ساحة انتظار السيارات، يقوم المسئولون في إل باسو بتحويل مركز المؤتمرات في وسط المدينة إلى مستشفى بسعة 50 سريراً. وكذلك، وصل المئات من العاملين الصحيين من أجزاء أخرى من ولاية تكساس إلى إل باسو، بما في ذلك فريق طبي مزود بسيارة إسعاف من منطقة هيوستن.
وكشفت الصحيفة أيضا أن الوضع أصبح حرجًا للغاية في ولايات أخرى مثل أيداهو وميسوري ونيو مكسيكو ويوتا، مع استنفاد العاملين في الخطوط الأمامية، حتى أصبحت المستشفيات تكافح للعثور على بدائل لأولئك الذين تثبت إصابتهم كل يوم.
وفي جميع أنحاء الولايات المتحدة، ارتفعت أعداد الحالات في الأيام الأخيرة إلى مستويات جديدة مخيفة، حيث تجاوز متوسط الحالات الجديدة لأسبوع واحد فقط 70 ألف حالة لأول مرة منذ ظهور الوباء في الولايات المتحدة. وباتت 26 ولاية تسجل أرقاماً قياسية للإصابات الجديدة. حيث تم الإعلان عن أكثر من 500 ألف حالة في الأسبوع الماضي وحدة. ولم تسجل أي ولاية أمريكية على الاطلاق انخفاضات مستمرة في أعداد الحالات خلال الفترة الأخيرة.
لذلك، سارعت المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد إلى فرض قيود جديدة. ففي ولاية أيداهو، تراجع الحاكم براد ليتل عن إعادة الفتح ، وحدد الحد الأقصى التجمعات الداخلية لـ 50 شخصًا فقط، وطلب سرعة توفير الأقنعة بشكل كافي في مرافق الرعاية طويلة الأجل ووضع قيودًا جديدة على كيفية استمرار العمل في الحانات والمطاعم وتقديم الخدمة لعملائها.