دعا معارض تركى، الرئيس رجب طيب أردوغان إلى إجراء انتخابات مبكرة "إن كان يثق بنفسه"، وقال أوغوز قان صاليجى، نائب رئيس حزب الشعب الجمهورى، أكبر أحزاب المعارضة التركية، باتت مسألة الانتخابات المبكرة من أكثر الموضوعات التى دأبت الأروقة السياسية مؤخرًا على تناولها بشكل مكثف خلال الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن ذلك مرده إلى أن "النظام فشل فى إدارة البلاد بالشكل اللائق".
وخلال مقابلة أجرتها معه صحيفة أفرنسال المعارضة، أوضح صاليجى أن "الدعوة لانتخابات مبكرة باتت تلقى رواجًا من قبل المواطنين، لا سيما فى ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التى انعكست بشكل واضح على حياتهم وظروفهم المعيشية".
وأشار صاليجى إلى أن "الأزمة الاقتصادية التى كانت تشهدها تركيا قبل فيروس كورونا المستجد، تعمقت بعد تفشى الفيروس، وارتفعت معدلات البطالة، وساءت كافة المعطيات الاقتصادية".
وأضاف: "وصل ذلك التدهور الاقتصادى لدرجة أن هناك الملايين من المواطنين يحاولون البقاء على قيد الحياة بـ39 ليرة يوميًا (5 دولارات تقريبًا)".
وتابع: "نضف إلى كل ذلك الارتفاع التاريخى وغير المسبوق فى أسعار العملات الأجنبية أمام العملة المحلية، الليرة، ولا سيما الدولار الأمريكى، وهو الحدث الذى خفف من خطورته فى وقت سابق، وزير الخزانة والمالية، براءت ألبيرق، صهر أردوغان، ومن تداعياته على الأوضاع الاقتصادية بشكل عام".
وأشار إلى أنه "لم يعد هناك أحد يثق فى الأرقام الاقتصادية التى تصدر عن الدولة، ولا سيما تلك المتعلقة بمعدلات التضخم، والبطالة، ناهيكم كذلك عن الأرقام المتعلقة بإصابات ووفيات فيروس كورونا، فقد فقدت الدولة مصداقيتها لدى الجميع".
وتساءل صاليجي: "كيف للاقتصاد أن يتعافى فى مثل هذه الأجواء التى تفتقر إلى أقل معايير الثقة؟"، محملًا مسؤولية هذا الانهيار للنظام الرئاسى المعمول به فى البلاد منذ أكثر من عامين.
وشدد على أنهم عارضوا تطبيق النظام الرئاسى منذ البداية، مضيفًا "أرأيتم شيئًا تحسن منذ التحول إلى هذا النظام؟ هل هناك تحسن فى السياسة الخارجية، والاقتصاد، والتعليم، والسلام المجتمعى، والحريات؟".
ولفت إلى أن "النظام الحاكم لم يعد يتحدث بعد عن الثلاثية التى أعلن أنه جاء للسلطة لمحاربتها، وهى الفقر والفساد والمحظورات، ولقد أسس شبكة إعلامية واسعة تابعة له لمنع الحديث فى هذه الأمور التى يرتكبها النظام نفسه".
وأضاف: "لم يعد يفعل النظام شيئًا سوى اتهام شريحة من المجتمع بالإرهاب، وأخرى بالخيانة، وثالثة بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية، فى إثارة للرأى العام لتشتيته لكى يركز على الأوضاع الاقتصادية المتردية، والأخطاء التى ترتكب فى السياسية الخارجية، والقمع الذى يمارس ضد الأحزاب السياسية، ولا سيما الشعوب الديمقراطي".