دعا رئيس ساحل العاج، الحسن واتارا، المعارضة التخلي عن حملتهم للعصيان المدني للانتخابات الرئاسية الجارية في البلاد، اليوم السبت، التي يقاطعها معارضيه احتجاجًا على محاولته تأمين فترة ولاية ثالثة للبلاد.
وحث واتارا، عقب إدلائه بصوته في الانتخابات الرئاسية، في تصريحات نقلتها شبكة "فرانس 24" الناطقة باللغة الإنجليزية، شباب بلاده ألا يسمحوا لأنفسهم أن يتم التلاعب بهم.
وأشار واتارا (الذي يبلغ من العمر 78عامًا) إلى أن حكمًا أصدرته المحكمة الدستورية أجاز إمكانية توليه فترة ولاية ثالثة، الأمر الذي سمح له بتجاوز حدود الرئاسة البالغة فترتين رئاسيتين بعد إصلاح قانوني تم خلال عام 2016.
وقطعت الاحتجاجات الطريق الرئيسي بين مدينة أبيدجان، جنوبي البلاد، وبلدة "دجيبونوا" على بعد 350 كيلو مترًا شمال المدينة، كما أقامت مجموعات من الشباب أيضًا حواجز مؤقتة في بعض من المناطق داخل مدينة "داوكرو" وحولها، والتي تعد معقل زعيم المعارضة، هنري كونان بيديه، فيما تم نشر أكثر من 35 ألف مسئول بالشرطة وقوات الأمن بغرض تأمين سير عملة الاقتراع.
وكان قرار واتارا، الذي يتولى حكم البلاد منذ عام 2010، خوض السباق الرئاسي قد أثار غضب زعيم المعارضة المحنك، بيديه، ومرشح معارض آخر، باسكال أفي نجيسان، اللذان دعا إلى المقاطعة والعصيان المدني على خلفية سعي واتارا لتولي فترة ولاية ثالية وصفوها بـ "انقلاب انتخابي" غير قانوني.
وفي المقابل يتوقع مؤيدو واتارا أن يحقق انتصارًا قويًا، مروجين لسجله المتضمن إقامة مشروعات بنية تحتية، وتحقيق نمو اقتصادي واستقرار للبلاد التي شهدت عقد من عدم الاستقرار.
يشار إلى أن ما لا يقل عن 30 شخصًا لقوا مصرعهم خلال اشتباكات اندلعت قبل الانتخابات منذ شهر أغسطس الماضي، ما أثار مخاوف من عودة أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل 3000 شخصًا خلال أزمة مرت بها البلاد منذ عقد عندما رفض الرئيس الأسبق، لوران جباجبو، آنذاك التنحي عن منصبه.