رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية فى عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن التحدي الذي يواجه حاليا الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن هو إقناع معظم الأمريكيين بأنه سيخدم مصالحهم.
وقالت الصحيفة - في مقال رأي نشرته على موقعها الإلكتروني - إن بايدن كرئيس للولايات المتحدة كان أول خبر سار للمحاصرين بالديمقراطية الليبرالية والنظام متعدد الأطراف منذ عام 2016 ... ووصفته بالرجل اللائق، الذي يتمتع بإدراك غريزي للقيم التي دافعت عنها الولايات المتحدة، في أفضل حالاتها.
وقالت: " إنه على افتراض أن هجوم دونالد ترامب على العملية الانتخابية فشل، فعندها سيكون بايدن رئيسًا.. وسيكون ذلك مصدر ارتياح كبير .. مع أنه من الحماقة تخيل هزيمة المعسكر الترامبي بسهولة".
وعلى نطاق أوسع، أكدت الصحيفة :" أن الديمقراطية الليبرالية ستظل محاصرة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى .. والدليل على هذه الحقيقة واضح للعيان .. حيث تُظهر أبحاث جرت في مركز "مستقبل الديمقراطية " بجامعة كامبريدج ارتفاعًا في الاستياء العالمي من الديمقراطية منذ فترة قصيرة قبل الأزمة المالية لعام 2008.. وظل تصاعد عدم الرضا في الديمقراطيات الناطقة بالإنجليزية، بقيادة الولايات المتحدة، أمرا مذهلا".
وبشكل مخيف، في عام 2020، صنفت مؤسسة "فريدوم هاوس" الفكرية، ومقرها الولايات المتحدة ، جودة الديمقراطية الأمريكية في المرتبة 33 في العالم بين الدول التي يزيد عدد سكانها عن مليون شخص .. وبتأمل فترة ولاية ترامب، قد يكتشف المرء أن الأمر ليس مفاجئًا ..علاوة على ذلك، كان هذا التصنيف قبل محاولة ترامب تشويه سمعة النظام الانتخابي، الذي يعد جوهر الديمقراطية الأمريكية، بمزاعم غير مدعمة بشأن وقوع أعمال تزوير.
وتابعت الصحيفة:" أنه من المحتمل أن تكون قدرة بايدن على عكس كل هذه الأمور محدودة، على الرغم من أنه يرغب بالتأكيد في القيام بذلك.. ومن المؤكد أنه سيواجه مقاومة عنيدة من الجمهوريين في الكونجرس، الذين سيحاولون التأكد من أنه هو والحكومة الفيدرالية سيفشلان، كما كان هدفهم خلال رئاسة الرئيس السابق باراك أوباما".
علاوة على ذلك، في حين أن ترامب قد يرحل (أو قد لا يرحل)، فإن دمجه للأهداف الارستقراطية بالشعبوية الوطنية يؤكد أن بعض أشكال "الترامبية" ستبقى أيديولوجية راسخة لدى الحزب الجمهوري .. ومن الأمور الحاسمة لنجاح هذا الحزب وجود محكمة عليا مكرسة للدفاع عن أهدافه، تحت راية "سياسات الأصالة" المضللة.
مع ذلك، رأت "فاينانشيال تايمز" أنه من غير المرجح أن يكسر الديموقراطيون نجاح استراتيجية الحزب الجمهوري، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنهم في وضع غير مختلف .. فهم أيضًا يعتمدون على التبرعات من الأثرياء، الذين لا يتحمسون عمومًا للضرائب الأعلى أو للتنظيم الصارم.
وأخيرا، اعتبرت الصحيفة البريطانية أن الديمقراطية الناجحة هي فكرة تتجاوز بكثير مجموعة المؤسسات .. حيث يجب أن يُنظر إلى الدولة على أنها تخدم مصالح معظم المواطنين.. ويجب أن يشترك الأخير أيضًا في حب الوطن؛ الذي يتجاوز الاختلافات في المواقف الاجتماعية والتعقيدات السياسية والمصالح الاقتصادية.