موسكو ترد على صمت القاهرة فى حادث الطائرة الروسية بالكشف عن الجماعات المتورطة فى الحادث

ردت الأجهزة الأمنية الروسية المختصة بقوة على صمت القاهرة تجاه تفجير طائرتها في سيناء ، حيث أعلنت عن تمكنها من تحديد بعض الجماعات المتورطة في دون ذكر أية تفاصيل أخرى.
جاءت التأكيدات الروسية بعد توعداتها السابقة لمنفذي الهجوم الذي أدى إلى إسقاط إحدى طائراتها فوق سيناء في 31 أكتوبر الماضي في عملية تبناها تنظيم داعش ومعاقبتهم، كما عرضت موسكو 50 مليون دولار مكافأة لمن يقدم أية معلومات بؤدي إلى القبض عليهم، وجاء ذلك بعد إعلان الكرملين أن الحادث يقف وراءه عمل إرهابي أودى بحياة 224 شخصا.
مصر: لا دليل حتى الآن على أن الحادث عملاً إرهابياً
لجنة التحقيق في سقوط الطائرة الروسية المنكوبة، أصدرت بياناً في 13 من الشهر الحالي، يؤكد أنها لم تتلقى حتى الآن ما يفيد بوجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي وراء الحادث .
وأوضحت اللجنة أن تقرير المبدئي أقر بأن البحث عن أجزاء الحطام امتد إلى أكثر من 16 كيلومترًا من موقع الحطام الرئيسي، فيما يقوم فريق عمل الطب الشرعي بلجنة التحقيق بتلقي التقارير الخاصة بالكشف عن الجثامين من الأطباء الشرعيين أن لجنة التحقيق تنتظر تقارير مضاهاة الجثامين من الجانب الروسي لتحديد حالة الضحايا بعد معرفة تحاليل البصمة الوراثية لذويهم.
سامح شكري وزير الخارجية لم يستعبد وجود احتمالات تعرض الطائرة الروسية لعملية إرهابية مدبرة. داعياً إلى ضرورة الالتزام بالإطار الدولي الذي يحتم التحقيق في الحادثة وعدم التوصل إلى تقرير نهائي إلا بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة.
تأخر الإعلان المصري عما وصلت له التحقيقات، خاصة أن إعلان موسكو أن الحادث نتج عن عمل إرهابي يرجعه البعض إلى تخوف السلطات المصرية من التعويضات الضخمة التي ربما يتوجب عليها دفعها لذوي الضحايا إذا ثبت أن تنظيما إرهابياً أسقط الطائرة، إضافة إلى التبعات الخطيرة على قطاع السياحة جراء ذلك.
تخبط رسمي
التعاطي الرسمي المصري مع أزمة الطائرة الروسية عده البعض تخبطاً واضحاً حيث أكدت مصادر أمنية أن الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ كانت مشددة قبل أن تتحطم الطائرة الروسية، حيث تخضع هذه الإجراءات لعمليات تفتيش دورية تجريها سلطات الطيران المدني وبعض اللجان الدولية وأخرى تابعة لشركات الطيران. في الوقت الذي رحب فيه وزير الطيران المدني بالطلبات المقدمة من بعض شركات الطيران بتعزيز الإجراءات الأمنية على رحلاتها.
رد روسيا على التقرير المصري
الرد الروسي على التصريحات المصرية جاء على لسان دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، حيث أعلن أنه لا يستطيع التعليق على هذه التصريحات خاصة بعد توصل خبراء بلاده بأن الحادث عمل إرهابي.
تصريحات الكرملين بأن الحادث هو عمل إرهابي عززه تأكيدات رئيس جهاز الأمن الاتحادي "ألكسندر بورتنيكوف"، بأن الطائرة سقطت نتيجة عمل إرهابي نتيجة تفجير عبوة ناسفة يصل وزنها إلى كيلوجراماً من مادة الـ"تي إن تي" شديدة الانفجار .

رابط سقوط الطائرة الروسية

الكرملين أكد صدق المعلومات الغربية التي كشفت العثور على آثار متفجرات أجنبية الصنع في أجزاء من الطائرة المتحطمة وفي متعلقات شخصية لبعض الركاب.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين، قد أكد أن بلاده لن تتوانى في البحث عن منفذي الهجوم في أي مكان على سطح الكوكب حسب تعبيره ومعاقبتهم أشد العقاب.
عول بوتين كثيراً على مساعدة شركاء بلاده في البحث عن منفذي التفجير. مشدداً على أن إسقاط الطائرة الروسية في مصر لم يثني بلاده عن المضي قدماً في محاربة تنظيم داعش في سوريا، بل أكد ان ضربات القوات الجوية الروسية على مواقعه هناك يجب أن تتواصل وتزداد كثافة.
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أعلن من جهته أيضاً أنه سيدفع مبلغ قيمته خمسين مليون دولار لمن يدلي بأية معلومات مؤكدة تقود إلى هؤلاء الإرهابيين والكشف عن هويتهم وأماكن وجودهم .
أما على المستوى الداخلي فقد أشار وزير الداخلية الروسي استعداد بلاده لجميع التعقيدات التي قد تنجم عن التهديدات الإرهابية من خلال تعزيز الإجراءات الأمنية للمدنيين والأماكن العامة.
بعد سقوط الطائرة الروسية عُلقت كثير من الرحلات إلى مطار شرم الشيح . وإزدادت المخاوف من أضرار جديدة يمكن أن تلحق السياحة في مصر البلغ قيمتها سبعة مليارات دولار سنويا.
تداعيات الحادث
فيما كانت من أبرز تداعيات حادث سقوط الطائرة الروسية هو إعلان الحكومة المصرية الاستعانة بشركة كونترول ريسكس لاستشارات المخاطر لمراجعة اجراءات أمن مطاري القاهرة وشرم الشيخ، وهي شركة عالمية مستقلة مقرها لندن.
وكانت الطائرة A321 التابعة لشركة "كوغاليم أفيا" الروسية التي كانت متوجهة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ تحطمت في سيناء في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل 224 شخصا، بينهم 7 من أفراد الطاقم.