أكد تقرير حديث صادر عن جهاز الاستخبارات البريطاني أن جائحة "كورونا" عملت على تغيير خريطة الجريمة الإلكترونية من قبل القراصنة ومروجي الشائعات على وقع جمع معلومات تتعلق بأبحاث لقاح "كورونا " .
ورصد تقرير المركز الوطني للأمن السيبراني التابع للاستخبارات البريطانية، وهو المركز المسؤول عن تأمين أنظمة الاتصالات للحكومة البريطانية والقوات المسلحة في البلاد، ارتفاع حوادث التهديد السيبراني الخطيرة بنسبة 10 في المائة في عام 2020 ، وكان أكثر من ثلث هذه الحوادث مرتبطً بمعلومات حول لقاح (كوفيد-19)، واستهدفت الحوادث العديد من القطاعات من بينها التجسس على أنشطة قطاع الرعاية الصحية في بريطانيا لاسيما أبحاث جامعة "أكسفورد" الناشطة في التوصل إلى لقاح ناجع لفيروس كورونا المستجد (كوفيدـ19) سريع الإنتشار .
وأشار التقرير إلى أن الهجمات الإلكترونية وأنشطة التجسس ضد خدمات الرعاية الصحية البريطانية ومرافق أبحاث اللقاحات تشكل خطرا سريعا للتجسس الإلكتروني وتنطوي على حملات تضليل إعلامية، فيما نُفذت غالبية هذه الهجمات من قبل جهات في دول أخرى تستهدف التجسس على المنشآت البريطانية المشاركة في تطوير اللقاحات المتعلقة بفيروس كورونا.
وأكد التقرير أن الجهات الفاعلة الأخرى في مجال التجسس والتهديد السيبراني ليس لها صلات بالحكومات الأجنبية، لكنها تعمل بدافع الربح في خضم السباق العالمي الرامي إلى التوصل السريع إلى لقاح معتمد قبل مؤسسات الأبحاث البريطانية.
وذكر المركز الوطني للأمن السيبراني في تقريره أنه تمكن من تعطيل أكثر من 15 ألف حملة إلكترونية من قبل قراصنة الإنترنت لاستخدام فيروس كورونا كطعم لخداع مستخدمي الشبكة العنكبوتية لتحميل برامج ضارة أو سرقة معلومات المستخدمين الشخصية عبرها.
وقال التقرير إن بعض شبكات الجريمة الإلكترونية اتصلت بالعيادات والشركات الأخرى التي كانت في حاجة ماسة إلى معدات الحماية الشخصية، ومجموعات اختبار فيروس كورونا، والعلاجات المزعومة ضد الفيروس، فيما عرضت شبكات الجريمة الإلكترونية على بعض هؤلاء الضحايا في قطاع الرعاية الصحية البريطانية كميات وهمية من المعدات المرتبطة بفيروس كورونا، والتي لم تأت أبدا.
وذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن الاستخبارات البريطانية تستعد لإطلاق حملة إلكترونية هجومية كبيرة تستهدف الدعاية الإلكترونية المغرضة التي تسعى إلى تقويض أبحاث لقاح (كوفيد-19) في مسعى لوقف حملات التضليل القادمة من الخارج.
وأوضحت التقارير أن الحملة التي سيتولاها لواء متخصص في الجيش البريطاني ستواجه الروايات المضللة حول اللقاح المحتمل ضد فيروس كورونا، والتي تثار حول الأعراض الجانبية الصحية الخطيرة للقاح .