قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الإنترنت أصبح أحد الأسباب التى تجعل الشباب الأمريكى يخسر عمله ويترك دراسته ويدمر حياته الاجتماعية.
وذهبت الصحيفة إلى القول بإنه من السهل السخرية من فكرة إدمان الإنترنت، وهو أمر غير معترف به رسميا كاضطراب فى الولايات المتحدة، ولم تقم العلوم الطبية بعد بتشخيص ما يحدث فى مخ الشخص الذى يدمن الإنترنت. كما أنه لا يوجد تعريف واضح بعد لإدمان الشبكة العنكبوتية.
إلا أن عددا متزايدا من الآباء والخبراء الأمريكيين يقولون إن إدمان الشاشات أصبح مشكلة كبرى لكثير من الشباب الأمريكى، ويدفعهم إلى ترك الدراسة والانسحاب بعيدا عن أسرهم وأصدقائهم، والشكوى من القلق العميق فى الأوساط الاجتماعية. ووجدت دراسة أن 59% من الآباء الأمريكيين يعتقدون أن أبناءهم المراهقين مدمنون على أجهزة الموبايل، فى حين أن 50% من هؤلاء الأبناء يشعرون بالأمر نفسه.
ويتضح من الطلب على مراكز التأهيل التى تطلق برامج للتعامل مع هذا النوع من المشكلات، أن الكثيرين يعانون من الجانب السىء لاستخدام التكنولوجيا، حتى لو لم يكن عالمنا المهووس بالمعلومات قد أدرك هذا بعد. ويعتقد بعض الآباء أن الوضع خطير بما يكفى لجعلهم مستعدين لدفع عشرات الآلاف من الدولارات لإرسال أبنائهم لتلقى العلاج، نظرا لأن التأمين الصحى لا يغطى تكاليفه.
وتشير الصحيفة إلى أن هؤلاء الذين يقولون إنهم يعانون من إدمان الإنترنت يتشاركون فى بعض الأعراض مع المدمنين الآخرين، من حيث المواد الكيمائية الموجودة فى المخ، حسبما يقول الخبراء. فمراكز المتعة فى المخ تضىء عندما يقدم لها التحفيز، والمدمنون يفقدون اهتمامهم بالهوايات الأخرى وفى بعض الأحيان لا يطورن أى مهارات. وعندما لا يسمح لم باستخدام الإنترنت يتعرضون لما أشبه بأعراض الانسحاب مقل التهيج والاكتئاب أو حتى الاهتزاز البدنى. وعندما يسمح لم بالدخول إليه يلجأون إلى ما يمكن أن يحقق لهم النجاح السريع، مثل الأداء الجيد فى لعبة، أو كتابة تعليق على فيس بوك يحظى بإعجاب كثير، وهو ما لا يحظون به فى العالم الحقيقى، كما يقول الخبراء.