تحتفل كازاخستان اليوم الثلاثاء، بيوم الرئيس الأول نور سلطان نزارباييف، حيث جرت العادة على تنظيم هذه الاحتفالات سنويًا منذ عام 2012، فيما يصادف هذا اليوم من عام 1991 انتخابه بالاقتراع الشعبى فى أول انتخابات رئاسية فى البلاد.
وبذلك، أصبح يوم الرئيس الأول عطلة عامة، بينما كان نزارباييف لا يزال رئيسا فعليا، فيما يهدف هذا اليوم إلى تكريم الرئيس وزعيم الأمة لإنجازاته الفريدة للشعب والجمهورية الكازاخية على مدار عشرات السنوات، وكذلك للتذكير بانتصار الديمقراطية فى كازاخستان بعد 70 عامًا من الحكم الشيوعى، وقد تجسد ذلك باستقالة الرئيس من منصبة طواعية مؤكدا على مبدأ تداول السلطة ديمقراطيا فى بلاده.
وقال بيان لوزارة الخارجية الكازاخية فى العاصمة نور سلطان أطلعت عليه "انفراد": "تشير التجربة التاريخية الكاملة لتشكيل جمهورية كازاخستان طوال سنوات الاستقلال إلى عمق وأهمية الأهداف الطموحة المحددة، حيث تشابكت الواقعية والبراغماتية والاتساق والتسامح بشكل وثيق، حيث أصبح لهذا اليوم وبعد تسعة وعشرين عامًا، أيضًا أهمية تاريخية، حيث استقال نزارباييف العام الماضى، ولم يكن لكازاخستان أى زعيم آخر منذ استقلالها، وعلى الرغم من ذلك، يواصل نزارباييف لعب دور مهم فى الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد، يسافر فى جميع أنحاء العالم ممثلًا الأمة ويتواصل مع القادة الأجانب".
وأضاف البيان:” الذى نلاحظه فى نوعية حياة المواطنين الكازاخستانيين ومكانة الدولة فى العالم، كان لافتًا للنظر، حيث أصبحت كازاخستان فى أيدى أمينة بعد تولى الرئيس قاسم جومارت توكاييف مقاليد الحكم، فيما كان نزارباييف أول زعيم بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، قاد، بنى دولة، فتح العالم لها، بنى عاصمة جديدة، بمزيج من الذكاء والفطرة السليمة، والتى عادة ما تسميها الحكمة، وأيضا تحقق حلم أجيال عديدة من الكازاخيين منذ قرون، فقد وجدت أرضهم حدود دولة معترف بها من قبل العالم. وقد تحقق هذا الإنجاز التاريخى بفضل الإرادة العظيمة والكاريزما البشرية النادرة والموهبة الدبلوماسية العالية للرئيس الأول”.
وأوضح بيان وزارة الخارجية:" هذه التحديات - بلد غير ساحلى محاط بجيران أكثر قوة، وسكان متنوع عرقيًا كان يمكن أن يكون وصفة للتوترات وتدهور الصناعة والخدمات العامة المتعطشة للاستثمار فيما تركت الكثيرين للتساؤل حول مستقبل كازاخستان. ولكن بفضل قيادة نزارباييف والعمل الجاد للشعب الكازاخستانى، تمت الإجابة على مثل هذه الأسئلة منذ فترة طويلة، بتحقيق الكثير من الانجازات والايجابيات التى رفعت من شأن كازاخستان اقليميا وعالميا. وبعد ثلاثة عقود، لم تعد كازاخستان أكبر اقتصاد فى آسيا الوسطى فحسب، بل أصبحت الآن من بين أفضل 50 دولة متقدمة فى العالم، فيما يواصل اقتصاد السوق المفتوح المزدهر جذب الاستثمار وشركاء الأعمال من كل قارة، مما يوفر نقطة انطلاق قوية للنمو والازدهار المستمر".
ووصف البيان النجاحات التى تحققت طوال السنوات الماضية هى بسبب مشاركة القيادة مع الشعب، مضيفا بأن معدل البطالة منخفض وتم تقليص أعداد الفقراء وتغيرت مستويات المعيشة والخدمات العامة، مثل الصحة والتعليم، حيث أصبح الجيل الجديد من الكازاخستانيين الذين يعتمد عليهم المستقبل هم الأفضل تعليمًا والأكثر ريادة الأعمال فى تاريخ البلاد.
وقال البيان: ”تحت قيادة نزارباييف أيضًا، ما كان يُنظر إليه أحيانًا على أنه نقاط ضعف تحول إلى إيجابيات. قد تكون كازاخستان غير ساحلية، ولكن من خلال الاستثمار الكبير فى طرق الطرق والسكك الحديدية الحديثة، فإنها الآن تربط الأسواق بنجاح بالشرق والغرب والشمال والجنوب. لقد تبين أن تنوع سكاننا يمثل قوة فى الداخل وساعد كازاخستان فى تعزيز الصداقات فى جميع أنحاء العالم بالإضافة إلى تقديم مثال على مجتمع متسامح وصحي.
وأكد البيان فى عبارات قوية مفادها:” تزامنت القوة الاقتصادية المتنامية لكازاخستان مع زيادة نفوذها ومكانتها العالمية، وساعد الالتزام الشخصى القوى للرئيس الأول بالسلام والحوار والتعاون الدولى على تعزيز العلاقات الوثيقة مع الجيران والبلدان فى كل قارة. مثلما جسدت أراضى كازاخستان بأنها جسرًا أساسيًا بين الكتل التجارية، فهى تساعد فى تخفيف التوترات والجمع بين البلدان، وبفضل نزارباييف إلى حد كبير، يُنظر إلى البلاد على أنها قوة من أجل الخير فى العالم كما أكدت الانتخابات التاريخية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ولكل هذه الأسباب - وغيرها الكثير - فإن كازاخستان ممتنة بحق لرئيسها الأول، وبدون رؤيته وجهوده الدؤوبة على مدى ثلاثة عقود، من الصعب تصديق أن البلد سيكون مستقرًا ومزدهرًا أو يكون له مثل هذا الصوت القوى فى العالم. لذلك، فإن يوم الرئيس الأول هو فرصة لجميع المواطنين الكازاخستانيين للاحتفال بدوره الرائع، وبقيامه بذلك، للتفكير فى الدولة الحديثة والناجحة التى بنوها معًا".
وشرح البيان كيف واجهت كازاخستان المستقلة الفتية مهمة تهيئة الظروف، والحفاظ على الاستقرار، وتنفيذ التحولات الاجتماعية والاقتصادية اللازمة لتحسين حياة سكان الدولة والشعب، وإيجاد المكان الأمثل لكازاخستان فى المجتمع الدولى، وتحقيق المكانة الدولية والاحترام للوطن من دول ودول العالم الأخرى، وقال “مما لا شك فيه أن هذه المهام أصبحت ممكنًا على وجه التحديد لأن أول رئيس لكازاخستان، كان ولا يزال على رأس الدولة الفتية، وهو المسار الاستراتيجى للبلاد من أجل التعايش السلمى والتعاون مع الدول المجاورة، مع دول أخرى كان العالم فى الظروف الجديدة لعالم متعدد الأقطاب، الذى حدده نزارباييف، نتيجة وأداة لتأسيس وتوسيع العلاقات الدولية لكازاخستان، وإرساء سيادة الدولة واستقلالها. ليس من قبيل المصادفة أنه بفضل سياسة مدروسة فى أجزاء كثيرة من العالم أصبحت كازاخستان معترف بها عالميا وعلى أوسع نطاق".
وأوضح بيان وزارة الخارجية: "أن النجاحات السريعة التى حققتها كازاخستان فى التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والمجالات المالية والتشريعية، وتحقيق مكانة أحد قادة الدولة فى فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتى يعزز قناعة الرئيس بهذا الدور الخاص، ويظهر مهارات تنظيمية ممتازة لتعزيز الأمة الكازاخستانية لحل المهام الداخلية والخارجية. وليس من قبيل المصادفة أن استراتيجية السياسة الخارجية لجمهورية كازاخستان لا تنفصل عن نزارباييف، وبعد كل شيء، مشاكل السياسة الخارجية لا تحل من تلقاء نفسها، هناك حاجة إلى مولد لأفكار السياسة الخارجية، وبالنسبة للدولة الفتية، التى بدأت الحياة فى فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتى، فإن المطلوب لم يكن ضعيفًا، بل قويًا، ليس متجولًا وعدوانيًا، بل سياسة خارجية متسقة وهادفة ومتعددة الاتجاهات، والتى تم إنشاؤها وتنفيذها بالفعل فى ظل قيادة زعيم الأمة نزارباييف".
وقارن البيان بين شخصية الرئيس الكازاخى الأول وزعماء عالميين قائلا:" كازاخستان اليوم هى زعيم الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية فى رابطة الدول المستقلة وجنوب شرق أوروبا. من حيث النمو الاقتصادى، فهى من بين الدول الرائدة فى العالم، ويمكن مقارنة شخصية نزارباييف بشخصيات تاريخية كبرى فى الماضى والحاضر مثل بيتر الأكبر فى روسيا، وجورج واشنطن فى الولايات المتحدة، وشارل ديغول فى فرنسا، ومصطفى كمال أتاتورك فى تركيا، ومارجريت تاتشر فى المملكة المتحدة، دن شياو بينغ فى الصين، ولى كوان يو فى سنغافورة".
وأكد البيان بأن الرئيس الأول يواصل سياسات وتقاليد أسلافنا العظماء، مثل السلاطين كيرى وجانيبك، اللذين أسسا أول خانات كازاخستانية مستقلة فى عام 1465، والأهم من ذلك كله، رجل الدولة العظيم لكازاخستان فى القرن الثامن عشر أبيلى خان، الذى عزز سلطة خان التقليدية والدولة الكازاخستانية. هذه الشخصيات التاريخية العظيمة من الماضى والعالم الحديث مع نزارباييف متحدون فى حب عميق للوطن الأم، كازاخستان، لشعبهم. ورغبة كبيرة فى دفع بلدك إلى الأمام. نور سلطان نزارباييف هو كبير الاستراتيجيين ومهندس عمليات التكامل فى الفضاء الأوراسي.
وقال البيان:" كازاخستان اليوم هى القاطرة الاقتصادية للكومنولث والاتحاد الاقتصادى الأوروبى الناشئ الجديد، زعيمة أوراسيا وآسيا الوسطى، وهى قوة إقليمية نامية ديناميكيًا. المشروع الفريد والاستراتيجى لقائد الأمة لدينا هو برنامج للتنمية الصناعية والمبتكرة المتسارعة لكازاخستان: مرافق جديدة، مؤسسات صناعية قيد التشغيل، طرق، مدارس، مستشفيات قيد التجديد، تنسيق حدائق ومدن وقرى مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة يتم إنشاؤها. كل هذا هو أساس التنمية الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة لبلدنا. أما الميزة التاريخية للرئيس الأول فهى أن كازاخستان اليوم دولة حديثة ومقبولة بشكل عام فى العالم مع اقتصاد سوق متطور ديناميكيًا، مع إمكانات اقتصادية وصناعية وعلمية وثقافية كبيرة وتقنيات مبتكرة جديدة".