عوّل رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على مغامراته الخارجية للتغطية على فشله الداخلي، التي أدت لحدوث أزمات تراكمية اقتصادية حادة، وتدهور غير مسبوق للسياسة الخارجية، وانخفاض شديد في قيمة الليرة التركية، هذه الأزمات أدت إلى نبذ النظام التركي محليا، وأوروبيا، وأمريكيا، وإسلاميا، وفقا لما جاء بصحيفة عكاظ السعودية.
وتابعت: لقد أمضى أردوغان عدة أعوام في ظل النظام الرئاسي الديكتاتوري القميء، الذي بدأ مع انتخابات 24 يونيو 2018.. أعوام من الديكتاتورية الرئاسية والعنجهية الأردوغانية، والعربدة الإخوانية، والمغامرات البائسة والمؤامرات الفاشلة، حتى أصبح يحاصر من كل مكان، وفشل في تحقيق آمال وتطلعات الشعب التركي، بسبب الافتقار إلى وجود قيادة حكيمة تنأى بنفسها عن الشيطنة، ونشر النظام التدميري الإخواني، وتكريس فكر الإسلام السياسي، وتجاهل مبدأ سيادة القانون، وتجاوز القوانين والأعراف الدولية.
وقالت :"وكان الأداء التركى مخزيا إلى أبعد الحدود في المنطقة العربية والإسلامية وفي المحيط الأوروبي والعالمي، وظهر وجه أردوغان خصوصا أجندته الإخوانية وأطماعه التوسعية في ابتلاع الدول مثل تونس واليونان والعراق وسورية والتدخل في القوقاز ودعم أذربيجان ضد أرمينيا.. واليوم يدخل أردوغان في أزمة مع شريكه نظام طهران.
وأضافت :"أردوغان لم يعبأ بما يحدث في أوساط شعبه، حيث جعلهم يموتون من الجوع والجائحة. لقد تفنن أردوغان في صناعة الإرهاب، هذه الصناعة التي خرجت من عباءة الجماعات المتطرفة إلى الحاضنة التركية الإخوانية.. وحرّك أردوغان عجلة الإرهاب بالسرعة القصوى صناعة وممارسة، إذ انتقلت من كونها «ترانزيت» للإرهاب إلى معقل الإخوان وصناعة القتل والاستعمار، حيث لعب بورقتي الإرهاب واللاجئين في ابتزاز أوروبا سياسياً ومالياً، وابتلاع ليبيا وسورية والعراق وتونس واليونان، وبدأ يحول مخرجات صناعة الإرهاب من سورية وتصديره إلى ليبيا.. وأضحى مشروع أردوغان لإحياء تركيا الكبرى محكوما عليه بالفشل داخلياً وخارجياً، عندما طرح بالخرائط التي نشرتها تركيا منذ عام 2016، وتحتوي على الحلم الخاص بالعثمانية الجديدة، وفيها تمتد الأذرع الأردوغانية إلى خارج الحدود الإقليمية للدولة العثمانية، لتشمل أجزاء من اليونان وبلغاريا في الجانب الأوروبي، والعراق وسورية في الشرق الأوسط.
والثابت أن أردوغان عندما يفعل ذلك ينسى أو يتناسى حقيقة تاريخية مهمة، وهي أن القوى الكبرى والعظمى فقط، سواء عسكرياً أو اقتصادياً، هي من تقوى على إرسال جيوشها خارج أراضيها، وفتح جبهات صراع في أكثر من موضع وموقع حول العالم، إلا أن أردوغان لا يقرأ التاريخ ولا يدرك أنه ليس أكثر من بيدق تتلاعب به الأهواء الشيطانية الإخوانية.. أحلام أردوغان مقضي عليها بالإخفاق الذريع.