يجمع قادة ومواطنو الاتحاد الأوروبي والعالم على وصف عام 2020، بـ"الاستثنائي والصعب"، مع إدراكهم جميعاً أن آثاره ستمتد لسنوات قادمة، وعلى الرغم من أن محاربة وباء كورونا قد تصدرت عناوين الأخبار وأولويات عمل السياسيين وخبراء الصحة في دول الاتحاد الأوروبي وباقي أنحاء العالم، فإن العام الحالي شهد العديد من الأحداث المهمة.
وأشار تقرير نشرته صحيفة "الدياريو" الإسبانية إلى أن تفشى وباء كورونا أثار فى فبراير الماضي حالة من الرعب في دول الاتحاد التي اتخذت إجراءات وإغلاقات مشددة قلصت من حريات المواطنين وحقوقهم وأثرت على حياتهم اليومية وأوضاعهم المالية.
كما كانت الفوضى، والتناقض وغياب التنسيق سمات تعامل مؤسسات ودول الاتحاد مع الوباء، وذلك خلال موجتيه المتتاليتين، قبل وصول اللقاح مؤخراً والذي يعلق عليه الكثيرون آمالاً عريضة لتفادي موجة ثالثة.
في 31 يناير الماضي، عند منتصف الليل سُجل انسحاب المملكة المتحدة رسمياً من الاتحاد الأوروبي كسابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ التكتل الموحد، تنفيذاً لنتائج استفتاء جرى قبل أربعة أعوام.
وبعد هذا التاريخ انطلقت مسيرة مفاوضات صعبة، معقدة ومليئة بالمفاجآت بين بروكسل ولندن لتنتهي يوم 24 ديسمبر الماضي بإعلان اتفاق وصفه الكثيرون بـ"اعلان الفرصة الأخيرة لحفظ ماء الوجه".
ويعرف الأوروبيون أن علاقاتهم لن تتحسن مع الجار البريطاني مستقبلاً ومن هنا السعي لتطوير حوار سياسي متعدد الأطياف في السياسة الخارجية، التغير المناخي ومقاومة الأوبئة، "يجب بحث هذه المواضيع دورياً كما نفعل مع كافة الشركاء والحلفاء"، وفق رئيس الاتحاد شارل ميشيل.
إلى جانب ملفي كوفيد 19 وبريكست، عاد ملف الإرهاب والتطرف للظهور بشكل واضح في دول الاتحاد بعد مقتل مدرس فرنسي على يد ارهابى قبل أشهر.
أما عالمياً، فلم يكن عام 2020 أقل صعوبة، فقد بدأ العام بحرائق ضخمة في استراليا، تبعتها حرائق وكوارث طبيعية في مختلف أنحاء العالم.
وشهد العام أيضا احداثاً هامة مثل الانتخابات الأمريكية وانفجار مرفأ بيروت والاحتجاجات في بيلاروسيا، والتوترات بين الولايات المتحدة وايران وعمليات تطبيع بين عدة دول عربية وإسرائيل، وكلها ملفات ستلقي بظلالها على العام القادم، الذي يأمله الجميع أقل قسوة.