قالت صحيفة الموندو الإسبانية إن الاعتداءات الجنسية التى تعرضت لها 90 امرأة فى مدينة كولونيا جعلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وسياستها تجاه اللاجئين فى ورطة كبيرة وتحت ضغط، خاصة بعد المظاهرات التى نددت بهذه الاعتداءات ورفعت فيها العديد من السيدات لافتات يطالبن بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باتخاذ تدابير صارمة تجاه اللاجئين.
وأشارت الصحيفة إلى أن على الرغم من أن ميركل عبرت عن غضبها من الاعتداءات المقززة وقالت إنه يجب القيام بجميع التدابير لمعرفة المسئولين عن هذه الإعتداءات إلا أن هذا لن يكون كافيا للألمان خاصة وأن أكد البعض أن الرجال المتورطين بهذه الاعتداءات سماتهم عربية أو من شمال أفريقيا وهو ما يعقد الوضع أمام ميركل.
وتسبب حجم الاعتداء على النساء فى محطة السكك الحديدية المركزية بالمدينة فى صدمة بألمانيا، وتورط فيه حوالى 1000 شاب كانوا فى حالة سكر وعدوانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن السياسيين الألمان يطالبون بوقف سياسة اللاجئين فى ألمانيا فى 2016، وقال أندرياس شوير وهو عضو بحزب CSU "لابد من وقف فورى لإقامة اللاجئين فى ألمانيا"، ويرى أن سياسة اللاجئين فى ألمانيا تعرضها للخطر مما يؤدى إلى حدوث صراعات اجتماعية التى يمكن استخدامها بعد ذلك ضد المواطنيين من الإتحاد الأوروبى.
ومن ناحية آخرى قالت المستشارة الألمانية إنها ترغب فى خفض تدفق اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبى ولكن من إبقاء الحدود بين الإتحاد مفتوحة وذلك بعد أيام من تطبيق الدنمارك إجراءات لفحص جوازات سفر القادمين من ألمانيا، وتتعرض ميركل لضغوط كبيرة من الحزب المحافظ الذى تنتمى له لخفض أعداد طالبى اللجوء الوافدين إلى ألمانيا خاصة بعد أن تسبب قدوم أكثر من مليون العام الماضى فى إضعاف الدعم له.
وقالت للصحفيين فى مؤتمر لحزب الاتحاد الاجتماعى المسيحى البافارى المتحالف معها "من المهم جدا بالنسبة لى أن نحقق خفضا ملحوظا فى تدفق اللاجئين، وفى الوقت نفسه نحافظ على حرية حركة الناس داخل الاتحاد الأوروبى." وأضافت أن حرية الحركة التى أدت إلى إلغاء 26 دولة أوروبية القيود على الحدود بينها فيما يعرف بمنطقة شينجن هى "محرك للتنمية والرخاء الاقتصادى".