بعد يوم من التصديق على دعم الكونجرس فى البلاد، حقق رئيس الحكومة الإيطالية، جوزيبى كونتى، أغلبية بسيطة فى مجلس الشيوخ، ما يسمح له بالحفاظ على الائتلاف الحاكم، قبل أقل من أسبوع، من استقالة وزيرين من حزب فيفا إيطاليا بالحكومة من منصيبهما، ما تسبب فى أزمة سياسية خطيرة فى إيطاليا.
وقال كونتى فى اجتماع مجلس الشيوخ أمس"إلى كل أولئك الذين لديهم مصير إيطاليا في قلوبهم، أطلب منكم اليوم: ساعدونا.. ساعدونا على الخروج مرة أخرى في أسرع وقت ممكن."
وقالت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية إن كونتى استطاع إقناع أغلبية بسيطة من 156 من أعضاء مجلس الشيوخ بالحفاظ على الائتلاف الحاكم الحالي وعدم إجبارهم على الاستقالة، إلا أن الحكومة لا تزال ضعيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في مواجهة أعضاء مجلس الشيوخ الـ 140 الذين عارضوا السلطة التنفيذية، جاء دعم كونتي من شركائه في الحكومة: حركة 5 نجوم (M5S) والحزب الديمقراطي (PD) وتشكيل الحرية والمتساوية، بالإضافة إلى ذلك، صوت بعض أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين لصالح رئيس الوزراء، بما في ذلك عضوان من حزب فيفا إيطاليا "إيطاليا حية" ، الحزب الذي أشعل فتيل الأزمة السياسية.
خلال الـ 11 ساعة التي استمرت فيها المناقشة، أراد كونتي أن يلمح إلى "جودة المشروع السياسي" الذي يقوده، بهدف الحصول على أصوات أكثر إيجابية، ومع ذلك، فإن الحد الأقصى من دعاة فيفا إيطاليا، ماتيو رينزي، يوبخه على "الحاجة إلى حكومة قوية" ، مضيفًا أن كونتي يريد فقط "وضع نفسه في السلطة" إنها ليست أول حكومة لا تحظى بدعم قوي في إيطاليا
مرت الديمقراطية الإيطالية، التي بلغت 73 عاما ، بعدة مراحل خلال تاريخها. من بين 66 من المديرين التنفيذيين الذين كانوا في السلطة ، كان ثلاثة عشر على الأقل مدعومين بأغلبية بسيطة، و على الرغم من أن هذه الحكومات لم تكن قوية جدًا واستمرت لمدة عام أو عامين فقط.
في حالته ، اجتاز جوزيبي كونتي أول اختبار عباد في الكونجرس بفضل 321 صوتًا لصالحه، مقارنة بـ 259 نائبًا عارضوا ذلك. لكن الوضع في مجلس الشيوخ يشير إلى أن رئيس الوزراء الإيطالي الحالي سيتعين عليه مواجهة سياق مشابه لسياق بعض أسلافه في المنصب.
وأكد رئيس الوزراء الإيطالي "هناك مشكلة في أعداد الأغلبية بالطبع، وإذا لم تتوفر هذه الأرقام، فإن الحكومة ستعود إلى بيتها، ولن تستمر"، مضيفا فى رده على تساؤلات أعضاء مجلس الشيوخ قبيل التصويت بالثقة لحكومته، أن "المسودة الأولى لخطة التعافي لم يتم وضعها في القبو المظلم لقصر (كيجي)، أي مقر الحكومة "بل تم تطويرها بالتعاون مع وزراء (إيطاليا حية) أيضًا"، موضحا أن "المسودة التي يراد تدميرها، في وسائل الإعلام أيضا هي نتيجة عمل مع الوزراء".
وأضاف رئيس الحكومة: "لا أخجل أن أقول إننا نجلس على هذه الكراسي، لكن ليس مهماً أن أقول إنني لست مهتمًا بالجلوس على هذا الكرسي بقدر ما إنني أفعل ذلك بانضباط وشرف".
وفي سياق آخر، أكد رئيس الحكومة، أنه "ليس صحيحًا أن إيطاليا هي الدولة التي سجلت أقوى انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي، والبيانات تتحدث لوحدها، فـ "المعطيات حقيقة ثابتة".
وقال كونتي، إنه "تم التطرق إلى موضوع المدرسة، وهو موضوع آخر قريب من قلوبنا. يجب أن نعمل على ضمان أن تظل المدارس مركزية في جدول أعمال الحكومة وليس جدول أعمال الدولة، وشدد على أن موسم الإستقطاعات الخاصة بميزانية التعليم قد وضع على الرف".
من ناحية أخرى، لفت رئيس الحكومة الى أن "التأكيد أن إيطاليا هي البلد الذي يشتمل على أقل نسبة من التعويضات لا أساس له من الصحة"، وأردف "أنا لا أقول أنها كافية، فنحن ندرك معاناة العائلات".
وتابع "وافقنا خلال عام 2020، على تدابير بحوالي 6.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي لمساعدة العائلات والشركات، بالإضافة إلى 300 مليار بشكل ائتمانات و150 ملياراً بشكل قروض مضمونة".
وأشار كونتي الى أنه وفقًا للبيانات، "لدينا نسبة 2٪ من القوة المميتة للفيروس، بما يتماشى مع ألمانيا، وإذا أردنا اختزال كل شيء في مجرد إحصاءات، فلنحاول أخذ البيانات والسماح للخبراء بإرشادنا، فدعونا نترك حساب أعداد الموتى خارج الخلاف السياسي والجدل العابث".