حث المشرعون الديمقراطيون، الذين سيحاكمون الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى ثانى مساءلة لعزله، مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء، على إدانته قائلين إنه وجه حشدا "كمدفع جاهز للإطلاق" إلى الكونجرس قبل وقت قصير من الاقتحام المميت للمبنى فى السادس من يناير.
وفى إيجاز قدموه قبل أسبوع من موعد بدء محاكمته فى مجلس الشيوخ رفض تسعة نواب ديمقراطيين، يُعرفون بوصف مديرى المساءلة، مزاعم الجمهوريين القائلة إن تقديم ترامب للمحاكمة فى مجلس الشيوخ غير دستورى بعد أن صار مواطنا عاديا عقب مغادرته البيت الأبيض يوم 20 يناير وحث الديمقراطيون مجلس الشيوخ على منع ترامب من تولى المنصب مرة أخرى.
وواجه ترامب أيضا مهلة اليوم الثلاثاء للرد على بند المساءلة الذى وافق عليه مجلس النواب، الذى يسيطر عليه الديمقراطيون، يوم 13 يناير والذى يتهمه بالتحريض على تمرد خلال كلمة إلى مؤيديه قبل اقتحام الكونجرس الذى أسفر عن خمسة قتلى بينهم ضابط شرطة.
وقال المديرون، فى موجز من 80 صفحة أشار إلى أن ترامب بدأ فى التعبير عن اعتزامه تحدى خسارة الانتخابات قبل أشهر من انتخابات الثالث من نوفمبر تشرين الثاني، "سلوك الرئيس ترامب يسيء إلى كل ما يمثله الدستور".
وأضافوا أنه "استدعى غوغاء إلى واشنطن وحضهم على ارتكاب عمل جنوني، ووجههم كمدفع جاهز للإطلاق فى شارع بنسلفانيا. وعندما تم اجتياح الكونجرس تردد أن ترامب كان ’مبتهجا’".
وخلال كلمته فى السادس من يناير كرر ترامب مزاعم كاذبة بأن الانتخابات زُورت وحث أنصاره على السير إلى مبنى الكونجرس وطلب منهم ‘وقف السرقة‘و ‘إظهار القوة‘ و ‘القتال مثل الجحيم‘"، وعطل الشغب إجراءات تصديق الكونجرس رسميا على فوز الرئيس الديمقراطى جو بايدن فى الانتخابات ودفع المشرعين للاختباء حرصا على سلامتهم.
وأردف المديرون الديمقراطيون "على مجلس الشيوخ أن يوضح له (ترامب) وكل من يتبعه أن الرئيس الذى يثير عنفا مسلحا ضد حكومة الولايات المتحدة فى محاولة لإلغاء نتائج الانتخابات سيحاكم ويصدر عليه حكم".
وترامب هو الرئيس الثالث الذى يتعرض للمساءلة تمهيدا لعزله، وهو أول رئيس يتعرض للمساءلة مرتين وأول رئيس يواجه المساءلة بعد ترك المنصب.
وتتطلب إدانة ترامب موافقة ثلثى أعضاء مجلس الشيوخ، وهو ما يعنى أن ينضم 17 من أعضاء المجلس الجمهوريين إلى الديمقراطيين وعددهم 50 فى التصويت بالإدانة. ويمثل ذلك عقبة كبيرة أمام الديمقراطيين.
فالأسبوع الماضى صوت 45 من الجمهوريين الخمسين فى مجلس الشيوخ تأييدا لمحاولة فاشلة لرفض تهمة المساءلة باعتبارها غير دستورية بعد أن ترك ترامب المنصب، وقد تؤدى الإدانة إلى تصويت ثان يمنع ترامب من شغل منصب عام مرة أخرى.