مع اقتراب الانتخابات الكتالونية المقررة فى 14 فبراير والتى تثير العديد من المخاوف من أن تسفر عن فوز الانفصاليين الذين يرغبون فى اعلان استقلال الإقليم عن إسبانيا، فهناك عدة أماكن فى القارة الأوروبية ترغب أيضا فى الاستقلال، فموعد الاستفتاء على انفصال إقليم "كتالونيا" الإسبانى مقرر له الأول من أكتوبر، وهناك عدة مناطق فى القارة الأوروبية ترغب هى الأخرى فى الاستقلال.. نسعرض أبرزها فيما يلى..
كتالونيا
يرغب إقليم كتالونيا من سنوات فى اعلان الاستقلال عن إسبانيا، امتلك الكتالونيين علما خاصا بهم ونشيد وطني لإقليمهم، ولغة خاصة مع الإسبانية، إلا أن مطالب المواطنين في الإقليم تتخطى هذه الحدود ليصبحوا "دولة كتالونيا المستقلة"، ونظم الإقليم على مدة عقود عدد من الاستفتاءات لم تنجح في تحقيق حلم الكتالونيين، على الرغم من التأييد المطلق لمواطنيه للانفصال، بسبب الرفض الذي تواجه به مدريد تلك الإجراءات.
وكانت الحركة الموالية للاستقلال فى ذروة اتقادها عام 2012 أثناء الركود الاقتصادى الحاد فى إسبانيا، وعندها خرج حوالى مليون شخص إلى الشوارع ملوحين بالعلم الكتالونى ومرددين النشيد الوطنى للإقليم، لكن استطلاعات الرأى أظهرت انحسار دعم الاستقلال منذ ذلك الوقت، ليصبح مؤيدو الدولة المنفصلة أقلية، ومع ذلك فإن أغلبية الكتالونيين يريدون إجراء الاستفتاء، وأجرى أهالى كتالونيا تصويتا رمزيا على الاستقلال عن إسبانيا فى 2014 وصوت حوالى 2 مليون لصالح الانفصال، وكان رئيس حكومة إسبانيا ماريانو راخوى، رفض إجراء أى استفتاء على استقلال إقليم كتالونيا.
والآن تثير الانتخابات المقبلة فى 14 فبراير مخاوف من إثارة قضية الاستقلال مجددا.
إقليم الباسك
سعى إقليم الباسك، أو ما يسمى "بلاد البشكنش"، إلى الانفصال هو الآخر عن إسبانيا، ويتمتع أهالى الإقليم، الذين يعتبرون من أقدم السكان فى أوروبا، بحقوق واسعة، بموجب البرلمان الإسبانى.
ورغم بدء مطالبة منظمة "إيتا"، بانفصال "الباسك" عام 1961 من خلال الهجمات التى استهدفت بها المصالح الحكومية الإسبانية، إلا أن من المعروف أن مواطنى بلاد البشكنش، يرغبون بالانفصال منذ زمن بعيد، وبدأ مواطنو الباسك، فى المطالبة بالانفصال سلميا، عقب إعلان منظمة إيتا، التى تعتبرها الحكومة الإسبانية، والاتحاد الأوروبى منظمة إرهابية، تركها العمل المسلح نهائيا، فى أكتوبر2011، الذى راح ضحيته أكثر من 850 قتيلا.
وأصبح حزب اليسار الوطنى الباسكى"، الذى أسسه مطالبون بانفصال الباسك، ومؤيدون لحركة إيتا، ثانى أكبر حزب فى الإقليم، ويبلغ عدد سكانه 2.5 مليون نسمة، وتبلغ نسبة البطالة فيها (16%)، ويصل الدخل الفردى إلى (31) ألف يورو.
اسكتلندا
ظهر شبح الانفصال من جديد فى اسكتلندا فى أواخر العام الماضى ، وقالت الوزيرة الأولى نيكولا ستيرجن إنها ستنظم حملة في انتخابات البرلمان الاسكتلندي في مايو 2021 للحصول على تفويض بإجراء تصويت على الاستقلال "في الجزء الأول من البرلمان الجديد"، والذي سيستمر من 2021 إلى 2025.
في خطاب أمام مؤتمر لحزبها الوطني الاسكتلندي - الذي عقد عن طريق الإنترنت بسبب جائحة كورونا - قالت ستيرجن إن اسكتلندا لها الحق في اختيار الاستقلال، "إذا أرادت الغالبية منا ذلك".
وقالت في إشارة إلى حكومة المملكة المتحدة في لندن: "هذا الحق غير القابل للتصرف في تقرير المصير لا يمكن ولن يخضع لحق نقض وستمنستر".
وصوتت اسكتلندا للبقاء في المملكة المتحدة بهامش 55 % مقابل 45 % في استفتاء الاستقلال لعام 2014 الذي تم وصفه بأنه حدث يحدث مرة واحدة في الجيل.
يتطلب إجراء استفتاء ملزم جديد موافقة حكومة المملكة المتحدة، ويؤكد رئيس الوزراء بوريس جونسون على أنه سيصر على الرفض.
وقال المتحدث باسم جونسون جيمي ديفيز الاثنين "شعب اسكتلندا أجرى تصويتًا على هذا (في 2014) وصوتوا للبقاء جزءًا من المملكة المتحدة".
لكن الحزب الوطني الاسكتلندي التابع لستيرجن الذي يقود الحكومة في إدنبرة، يقول إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد غير الوضع من خلال سحب اسكتلندا من الاتحاد الأوروبي ضد إرادتها. اختارت أغلبية ضئيلة من الناخبين في المملكة المتحدة مغادرة الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016، لكن أغلبية كبيرة في اسكتلندا صوتت للبقاء.
جمهورية صربيا
جمهورية صربيا هى كيان ضمن فدرالية البوسنة والهرسك، وقد ظهرت إلى الوجود بعد انهيار يوغوسلافيا على أساس اتفاقية دايتون، ورغم مرور أكثر من 20 عاما على هذه الاتفاقية، فإن صرب البوسنة، وهم معظم سكان الجمهورية، لا يملكون الحق فى الاستقلال وإنشاء دولتهم المستقلة.
وصوت الصرب في جمهورية البوسنة والهرسك فبراير العام الماضى على تجميد عمل المؤسسات الفدرالية، كما هددوا بالانفصال وطالبوا برحيل قضاة دوليين من البلاد على اعتبار أنهم "مناهضون للصرب".
ومن شأن التصويت الذي تم في برلمان كيان صرب البوسنة (جمهورية صربيا) إغراق البلاد في أزمة جديدة بعد شهرين فقط من تشكيل حكومة مركزية.
وقالت رئيسة كيان صرب البوسنة جيلكا تسفيانوفيتش إن "الصرب محبطون نتيجة الجهود المتواصلة الهادفة لتفكيك هويتهم وتقليص القدرات المؤسساتية" لكيانهم.
كورسيكا
تعتبر هذه الجزيرة المتوسطية الوحيدة فى فرنسا من خارج أقاليم ما وراء البحار التى تتمتع بوضع خاص يمنحها المزيد من السلطات، وبعد عقود شهدت أكثر من 4500 هجوم شنتها "جبهة التحرير الوطنى فى كورسيكا"، أعلنت المنظمة المسلحة السرية فى يونيو 2014 التخلى عن السلاح من أجل تعزيز العملية السياسية.
ولما تحالف الاستقلاليون والمطالبون بمزيد من الحكم الذاتى، أصبحوا أول قوة سياسية تتصدر الجمعية الوطنية فى كورسيكا عام 2015، وفى يونيو الماضى، انتخبت كورسيكا ثلاثة نواب من هذا التحالف لتمثيلها فى البرلمان الفرنسى، وقد أقرت الجمعية الوطنية في كورسيكا العديد من الإصلاحات مثل الاعتراف باللهجة المحلية كلغة رسمية إلى جانب الفرنسية، ونظام ضريبى محدد، وذكر كورسيكا فى الدستور الفرنسى، لكن باريس لم توافق على هذه المطالب.