سفينة اكواريوس فسحة أمل للمهاجرين سعيا وراء الحلم الأوروبى

فى الأمس كانوا بين أيدى مهربين عنيفين وعديمى الضمير وفى الغد يتوقف مصيرهم على أوروبا لا يعرفون سوى القليل عنها، لكن اليوم يقف 385 مهاجرا بامان على متن سفينة "اكواريوس" الانسانية التى جاءت لإنقاذهم فى المتوسط.

و"اكواريوس" ضمن 23 سفينة نشرت للمساعدة على إنقاذ مهاجرين فى المتوسط. وقد بدأت مهمتها فى نهاية فبراير وأنقذت حتى الآن أكثر من ألف شخص.

وقال عيسى سيسيه وهو مواطن من ساحل العاج يبلغ 18 عاما أن السفينة "خمس نجوم مقارنة بوضعنا السابق". وهو على غرار بقية الرجال قضى الليل خارجا وعلى الأرض بعبائته البيضاء الرقيقة، وغطى نفسه ببطانية.

على متن السفينة التى استأجرتها جمعية "اس أو اس المتوسط" ومنظمة "أطباء بلا حدود"، تحجب العيون ويرتفع منسوب الغضب عندما يبدأ الحديث عن ليبيا. فبعض هؤلاء المهاجرين لم يبق فيها سوى بضعة أسابيع، بينما حاول البعض الآخر كسب لقمة العيش فيها على مدى سنوات عدة.

ويقول مهاجرون "هناك لم نلق معاملة إنسانية ليبيا كانت الخطف والسجن" ويضيفون "كانوا يضربوننا كل يوم، ويضربون نساءنا أمامنا ويعتدون جنسيا على النساء والرجال".

إيناس امرأة كاميرونية تبلغ من العمر 24 عاما، لحقت بزوجها الذى اعتقد أنه وجد وظيفة لائقة. لكنها قالت أن صاحب العمل "عاملنا مثل الكلاب".

أضافت إيناس وهى تجلس طفليها فى حضنها "ليبيا رحلة من دون رجعة. عندما تدخل إلى ليبيا لا تخرج منها فى العادة. ينتهى بنا الأمر فى البحر: انها أوروبا أو الموت".

وأكد فريق منظمة "اطباء بلا حدود" أن بعض النساء يخبرن خلال الاستشارات الطبية قصصا مرعبة، فى حين ظهرت على جسد أحد الرجال خلال فحصه جراء إصابته بسعال شديد، آثار ندوب وتعذيب أدت إلى كسور لم تتعاف بعد.

وفيما أبحرت "اكواريوس" إلى ميناء كاليارى فى سردينيا الذى وصلته الخميس، دارت أحاديث حول المستقبل رغم الإرهاق والبرد بعد عملية الانقاذ الثلاثاء قبالة سواحل ليبيا.

وشعرت امرأة حامل فى شهرها الثامن بالام المخاض الأولى، ورأى فيها المهاجرون رمزا للحياة الجديدة التى يأملون بها.

وولد الطفل فى المساء وسمى ديستينى اليكس تيمنا للقائد البيلاروسى لسفينة اكواريوس. وبعد الولادة، خرج والد الطفل إلى سطح السفينة حيث لاقى تصفيقا حارا. غير أن الامل لا يخلو من القلق. فطوال اليوم يطرح السؤال نفسه بإلحاح "هل لديكم فكرة عما سيحدث لنا الان؟".

وأحصى طاقم السفينة 26 طفلا ما دون الخمس سنوات. بالنسبة إلى الصغار الجواب ليس معقدا. "انا ذاهب إلى إيطاليا يقولها راوول الصغير لمن يريد سماعها، مبديا فخره بقميصه الزهرى الجديد.

من بين المهاجرين المجتمعين على متن السفينة، هناك عشرات من دول مثل اريتريا وجنوب السودان أو الصومال، وهؤلاء تمنحهم إيطاليا اللجوء بسهولة.

لكن معظمهم من الكاميرون وساحل العاج وغامبيا أو غينيا، ويمكن أن تكون الامور بالنسبة اليهم اكثر صعوبة.

ففى إيطاليا، كثير من مواطنيهم يتسلمون لدى وصولهم امرا قضائيا لمغادرة أراضيها فيما ينتظر البعض 18 شهرا إلى سنتين للحصول على اللجوء، قبل أن ينتهى بهم الامر فى صفوف المهاجرين غير الشرعيين الذين يتقاضون مبالغ زهيدة لجمع الطماطم أو البرتقال على الارض.

ويقول بنيامين بيتومب الكاميرونى البالغ 20 عاما بثقة "إيطاليا هى الحرية، مع احتمال وجود حياة أفضل".

ويقترب معدل البطالة فى شبه الجزيرة الايطالية من 40 بالمائة بالنسبة إلى الشباب فى سنه. ويقول "امل اننى ساكون من بين الستين بالمائة الأخرى. وقال عيسى سيسيه "كل ما اطلبه هو اوراق للحصول على وظيفة ادعم من خلالها اخواتى ". وأضاف "انا اعلم أن أوروبا فى أزمة، لكن الوضع لدينا اسوأ".

أما حميدو باه (19 عاما) فغادر سيراليون عندما أودى فيروس ايبولا بوالديه وشقيقته. وحاول العيش فى غينيا ومالى والجزائر وليبيا. وقال "كل شىء بيد الله. ربما ستكون حياتى أسهل فى إيطاليا، وربما لا".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;