قرر قادة الجيش الأمريكى، فى سابقة هى الأولى من نوعها، دمج تدريبين متخصصين لاختبار المتطلبات التكنولوجية السيبرانية الجديدة فى إطار مناورة هى الأولى فى العالم لإجراء تدريب سيبرانى يحاكى البيئة التكتيكية للعالم الواقعى.
وجرى إطلاق الحدث السنوى المعروف، "سايبر كويست"، الذي يعقد سنوياً لاختبار التكنولوجيات الجديدة ومتطلباتها في "قاعدة فورت جوردون"، بالتزامن مع تدريبات تجريبية أجرتها وحدة "تجربة المحارب الاستكشافي للجيش" فى "قاعدة فورت بينينج".. وقد صممت التدريبات المشتركة والحدث المتزامن لتجريب مفاهيم جديدة فى الحرب الإلكترونية والسيبرانية، وتكنولوجيات متعددة الترددات في معركة تركز بصفة أساسية على مستويات أقل في المواجهة، مثل شركة أو ما دونها.
وأفادت مجلة "ديفينس نيوز" المتخصصة فى شؤون الدفاع فى تقرير بثته اليوم بأن مسؤولين فى الجيش الأمريكي بينوا أن دمج الحدثين معاً بصورة أكثر تقارباً يتماشى مع نهج الجيش ووزارة الدفاع الأمريكيين فى الدفع صوب تنفيذ العمليات متعددة النطاقات.
ويقول قائد مركز الإبداع السيبرانى للجيش، الميجور جنرال نيل هيرزى، "فى إطار تحركنا صوب العمليات متعددة النطاقات، فإننا نراقب المنافسة من مستويات أقل من النزاعات المسلحة، وفي الغالب ترسل المناورة رسالة فى الوقت الذى تؤدى فيه تأثيرات عملياتية.. كما أن تقريب هذين الحدثين معاً سيدعم العمليات متعددة النطاقات".
وعلاوة على ذلك فإن معامل المعركة فى مركز الإبداع السيبرانى فى "قاعدة فورت جوردون"، ومركز المناورة فى "قاعدة فورت بينينج" شرعا فى التدريب على تكنولوجيات متماثلة، ومحاولة الدمج والتلاحم على مسارات مشابهة.. بجانب التدريب على العلاقات النفعية بين المركزين حيث يتمكن كلا المركزين من الاستفادة من التطور في المعرفة التكنولوجية.
وبموجب التدريبات فى الحدث المشترك بين المركزين جرى استخدام نظم الحرب الإلكترونية والإشارات التكتيكية للتدريب على أشكال مفاجئة وسريعة للهجمات الإلكترونية وسبل التصدي لها.. ويوضح المسؤولون العسكريون أن وضع تلك التكنولوجيات بين أيدي الجنود فى مهام تحاكى معارك واقعية أثناء التدريب على صد قوى عدائية نشطة، يزودنا بقدرات أفضل لتجريب استخدام التكنولوجيات الجديدة ووضعها في مسارها السليم.
وفى الماضى، كان حدث "سايبر كويست" يتم داخل المعامل في الغالب، ويتم خلاله إبراز أهم الاحتياجات التكنولوجية التي يتطلبها الجيش، ومن جانبهم يقوم مختصون في الصناعات التكنولوجية بعرض الحلول التي يعتقدون أنها ستساعد في حل تلك الإشكالات بالنسبة لوحدات الجيش.. وكانت التكنولوجيات التي تؤدي بصورة أفضل تخضع لاختبارات مستقبلية تشمل استخدام الجنود وسيناريوهات المعارك.
أما في العام الحالي، فقد تم محاكاة التجهيزات السيبرانية الموجودة في مركز العمليات التكتيكية في "قاعدة فورت جوردون"، وقدم إلى القاعدة 14 مزوداً للحلول التكنولوجية ومعهم 15 تكنولوجيا مختلفة تتراوح ما بين تقنيات الوعي المكاني السيبراني، والحرب الإلكترونية، ونظم الإشارة التكتيكية.. وقام عدد من وحدات الجيش الأمريكي مثل فرقة المشاة الرابعة، والفرقة المدرعة الأولى، وكتيبة الحماية السيبرانية، والسرية (915) للحرب السيبرانية، بتجريب المعدات ومراقبة أداء العناصر المشاركة.
ويقول مسؤولون عسكريون إنهم تعلموا الكثير في تلك التدريبات، ولاسيما حول كيفية استجابة الوحدات لتهديدات التشويش العدائي الذي تشنه القوات المعادية.. وعلى سبيل المثال، أن تقوم الوحدات باستبدال مساراتها باستخدام أجهزة تجريبية أخرى، مثل الطائرات المسيرة، لمواصلة أداء أنشطة أفضل للاستطلاع ومعرفة ما يقوم به الأعداء من مهمات على ترددات التقنيات الكهرومغناطيسية.
كما ساهمت التدريبات في اختبار عدد من التقنيات السيبرانية، وكان من بينها على جه الخصوص، أداة صممت للتشويش على الهجمات السيبرانية وإفسادها.. وخلال التدريبات فإن الكود السري للبرمجيات التي استخدمت في العمليات العدائية تم رصده أو عكسه وتعديله هندسياً.. كما أن الأداة صممت بحيث تحجم من الإسنادات أو الهويات المرتبطة به.
ومن المقرر أن تستخدم تلك التقنية من خلال جنود السرية (915) للحرب السيبرانية، الوحدة الجديدة التي شُكلت لتعظيم قدرات وحدات الجيش الأمريكي بقدرات الحرب السيبرانية والإلكترونية في مراحل المواجهات التكتيكية.
ويرى مسؤولون عسكريون أنه في ضوء الروابط الضرورية بين تكتيكات القوات الأمريكية البرية والقيادة السيبرانية لمهام القوة السيبرانية، فإن هذه الأدوات صممت لكي تستخدم بالتعاون فيما بينهما.
ع د/ف س ع/س.ع