قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن المحادثات النووية تزيد من حدة الصراع على السلطة داخل إيران. فالمتشددون الذين ينجوا من الضغوط القاسية التى مارسها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب يسعون إلى استعادة ميزتهم السياسية على خصومهم الإصلاحيين.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن احتمالات الاتصال المباشر مع الولايات المتحدة حول الاتفاق النووى قد زادت من صراع السلطة فى طهران وزاد من تعقيد المشهد السياسى الإيرانى قبل الانتخابات الرئاسية المقررة فى 18 يونيو، والتى يخشى الإصلاحيون أن يهيمن عليها المتشددون. وقد يشهدون أدنى نسبة مشاركة فى الانتخابات الرئاسية فى التاريخ الحديث. فمثل هذه النتيجة يمكن أن تحد مساحة التفاوض حول الاتفاق النووى بعد الانتخابات.
وتأتى الانتخابات فى الوقت الذى تتزاحم فيه الفصائل المختلفة، المتشددون والإصلاحيون والحرس الثورى والقضاء، للتأثيرعلى أى معركة خلافة ستأتى عقب وفاة المرشد الأعلى على خامنئى البالغ من العمر 81 عاما.
ويقول أحد المطلعين من داخل النظام الإيرانى، المقرب من قوات المتشددين إن التحديات التى تواجههم مع الولايات المتحدة وإسرائيل خارجية، فالولايات المتحدة مثل شاحنة تحب أن تسير مسافة حتى إيران ثم تعود. ويكون هذا ممكنا فقط إذا كانت المبانى المحيطةة مدمرة. فلماذا ندع الولايات المتحدة تدخل حارتنا؟.
ويتابع قائلا إن ترامب فعل كل ما فى وسعه بما فى ذلك خفض الصادرات النفطية إلى لا شئ تقريبا، لكن الجمهورية الإسلامية لم تنهار. ولا يمكن لأى إصلاحى أن يحلم حتى بالتراجع عن السياسات الإستراتيجية. كما أن العلاقات مع الدول الغربية ليست جزءا من العقيدة الأمنية والاقتصادية لإيران. فحتى أوروبا لم تعد جذابة لهم لأنها لم يعد لديها القوة.