أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2020 كان واحدا من أكثر 3 سنوات حرارة مسجلة، وكان أكثرهم دفئا على الإطلاق، وذلك على الرغم من برودة ظاهرة "النينيا" المناخية، مشيرة إلى أن أكثر من 50 مليون شخص تضرروا بشكل مضاعف في 2020 بسبب الكوارث المرتبطة بالمناخ.
ووثقت المنظمة - في تقرير اليوم الاثنين قبل يومين من انعقاد قمة القادة الافتراضية حول المناخ في 22 و23 أبريل الجاري - مؤشرات النظام المناخي في عام 2020، بما في ذلك تركيزات غازات الاحتباس الحراري وزيادة درجات حرارة الأرض والمحيطات وارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان الجليد وانحسار الأنهار الجليدية والطقس المتطرف.
وسلط التقرير الضوء على التأثيرات على التنمية الاجتماعية والاقتصادية والهجرة والنزوح والأمن الغذائي والنظم الإيكولوجية البرية والبحرية، وأكد أن الأحوال الجوية في العام الماضي اقترنت بوباء كورونا، وذلك في ضربة مزدوجة لملايين الأشخاص.
وأشار التقرير إلى أن العقد (2011 – 2020) كان الأكثر دفئا على الإطلاق، لافتا إلى أن الاتجاه السلبي في المناخ سيستمر خلال العقود القادمة بغض النظر عن النجاح في التخفيف منه، وأكد أنه من المهم الاستثمار في التكيف وذلك من خلال الاستثمار في خدمات الإنذار المبكر وشبكات مراقبة الطقس.
بدوره.. قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه ليس هناك الكثير من الوقت ليضيع، خاصة وأن المناخ يتغير والآثار مكلفة للشعوب وللكوكب، مشيرا إلى أن البلدان تحتاج إلى الالتزام بانبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2050.. كما أن عليها أن تقدم قبل مؤتمر الأطراف المقرر في جلاسكو خطط مناخية وطنية طموحة ستعمل بشكل جماعي على خفض الانبعاثات العالمية بنسبة 45% مقارنة بمستويات عام 2010 بحلول عام 2030.
التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والذي استند إلى معلومات تم الحصول عليها من عدد كبير من المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والمؤسسات المرتبطة بها وكذلك المراكز المناخية، وقال إن القيود المفروضة على التنقل والركود الاقتصادي والاضطرابات في القطاع الزراعي أدت إلى تفاقم آثار الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة على طول سلسلة الإمدادات الغذائية بأكملها مما أدى إلى ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي وإبطاء إيصال المساعدات الإنسانية.
وأوضح التقرير أن تركيزات غازات الدفيئة الرئيسية استمرت في الزيادة خلال عامي 2019 و2020.. وأشار إلى أن المتوسط العالمي للكسور الجزيئية لثاني أكسيد الكربون قد تجاوز بالفعل 410 أجزاء في المليون، ولفت إلى أنه إذا اتبع تركيز ثاني أكسيد الكربون نفس النمط كما في السنوات السابقة فإنها يمكن أن تصل أو تتجاوز 414 جزءا في المليون في العام الجاري 2021.
ونوه التقرير إلى أن التباطؤ الاقتصادي الذي صاحب وباء كورونا أدى إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الجديدة مؤقتا ولكن ذلك لم يكن له تأثير ملحوظ على التركيزات في الغلاف الجوى.
وأضاف التقرير أن تحمض المحيطات قد استمر وبما يقلل من قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوى وفي الوقت الذي أوضح التقرير أن المحيط يمتص أيضا أكثر من 90٪ من الحرارة الزائدة من الأنشطة البشرية فقد بين أن عام 2019 شهد أعلى محتوى حرارة للمحيطات على الإطلاق.
وتوقع التقرير أن يستمر هذا الاتجاه في عام 2020، لافتا إلى أن أكثر من 80٪ من مساحة المحيط شهدت موجة حر بحرية واحدة على الأقل في عام 2020، وحيث كانت النسبة المئوية للمحيطات التي عانت من موجات حرارة بحرية قوية (45٪) أكبر من تلك التي تعرضت لموجات حرارة بحرية معتدلة (28٪).
وأكد استمرار ارتفاع المتوسط العالمي لمستوى سطح البحر منذ عام 1993.. مشيرا إلى أنه ارتفع مؤخرا بمعدل أعلى وهو ما يعود جزئيا إلى زيادة ذوبان الصفائح الجليدية في جرينلاند وأنتاركتيكا.
ورجح التقرير أن يكون الانخفاض الطفيف في متوسط مستوى سطح البحر العالمي في صيف عام 2020 مرتبطا بتطور ظروف ظاهرة النينيا، وأنه بشكل عام فقد استمر متوسط مستوى سطح البحر العالمي في الارتفاع خلال عام 2020.
ولفت التقرير إلى أن الحد الأدنى لمدى الجليد البحري في القطب الشمالي لعام 2020 بعد ذوبان الصيف بلغ 3.74 مليون كيلومتر مربع وأشار إلى أنها المرة الثانية فقط التي تقلص فيها الجليد إلى أقل من 4 ملايين كيلومتر مربع
وأكد التقرير أنه لوحظ انخفاض قياسي في نطاقات الجليد البحري في شهري يوليو وأكتوبر.. وقال إن درجات الحرارة المرتفعة القياسية شمال الدائرة القطبية الشمالية في سيبيريا تسببت في تسارع ذوبان الجليد البحري في بحر شرق سيبيريا وبحر لابتيف والذي شهد موجة حارة بحرية مطولة.
ونوه التقرير إلى أن تراجع الجليد البحري خلال صيف 2020 في بحر لابتيف كان هو الأقدم الذي لوحظ في عصر الأقمار الصناعية، وذكر أن القارة القطبية الجنوبية تفقد في الوقت الحالي ما يقرب من 175 إلى 225 جيجا طن سنويا بسبب زيادة معدلات تدفق الأنهار الجليدية الرئيسية في غرب أنتاركتيكا وشبه الجزيرة القطبية الجنوبية.