أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية فى عددها الصادر اليوم الاثنين، بأن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى دعا إلى تجديد اتفاق عام 2015 الذى يهدف إلى إحلال السلام فى منطقة دونباس، التى مزقتها الحرب مع لعب دور دبلوماسى أكبر من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا لإنهاء هذا الصراع.
وحث زيلينسكى، فى مقابلة أجراها مع الـ"فاينانشيال تايمز" نُشرت على موقعها الإلكترونى، الغرب على دعم التغييرات فيما يسمى باتفاقية "مينسك" الثانية بين كييف وموسكو. حيث كان من المفترض أن تُنهى هذه الاتفاقية الحرب بين القوات التي تقودها أوكرانيا وبين أنصار روسيا في المناطق الانفصالية بشرق أوكرانيا، لكنها وصلت إلى طريق مسدود.
وقال زيلينسكى، الذى تولى منصب الرئيس فى عام 2019:" إن عملية مينسك يجب أن تكون أكثر مرونة لاسيما فى الوقت الراهن. كما يجب أن تخدم أغراض اليوم وليس أغراض الماضى".
وأشارت الصحيفة إلى أن زيلينسكى كان يتحدث بعد يوم واحد من بدء روسيا فى سحب بعض القوات من حشودها العسكرية الضخمة على طول الحدود الشرقية لأوكرانيا وفى شبه جزيرة القرم. حيث حشدت موسكو فى الأسابيع الأخيرة نحو 110 آلاف جندى فى المنطقة، وهو الأمر الذى أثار قلق كييف وحلفائها
الغربيين بشأن هجوم عسكري محتمل من قبل الكرملين.
لذلك، رحب زيلينسكى بالانسحاب الجزئى للقوات، واصفا خفض التصعيد بأنه "نصر صغير" لكييف وحلفائها. وقال إنها كانت "خطوة نحو حل عملى نتوقعه هنا لمنطقة دونباس". لكنه حذر، مع ذلك، من أن الوضع لا يزال خطيرا، مع حرصه طوال مدة المقابلة على تجنب الخطاب التحريضى أو التصريحات المناهضة لموسكو، حسبما قالت الصحيفة.
وبعد ضم شبه جزيرة القرم فى عام 2014 من قبل روسيا، اندلعت حرب ضد الحكومة الأوكرانية من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا ومع تكبد الجيش الأوكراني خسائر فادحة فى أوائل عام 2015، تفاوضت كييف على إبرام اتفاق سلام مع موسكو. غير أن ما يسمى باتفاقية "مينسك" الثانية لم تنفذ قط، نظرا لاختلاف الجانبين حول معنى التزاماتهما وتسلسلها.
وتابعت الصحيفة تقول: إن كييف ظلت مترددة فى منح المناطق الانفصالية التي تحتلها روسيا استقلالية في دستور أوكرانيا- خشية أن تصبح قوة موجهة دائمًا للنفوذ الروسي- بينما رفضت موسكو إعادة السيطرة على الحدود الأوكرانية قبل الانتخابات المحلية وتسليم السلطة إلى السلطات المحلية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الصراع أودى بحياة أكثر من 14 ألف شخص، فضلا عن انهيار وقف إطلاق النار فى يوليو 2020. ووصلت المحادثات التى يشرف عليها ما تسمى بدول نورماندى- فرنسا وألمانيا وأوكرانيا وروسيا - إلى طريق مسدود.