أطلق المسؤول السابق في الحرس الثوري العميد سعيد محمد، اليوم السبت، حملته للانتخابات الرئاسية الإيرانية قبل أيام من فتح باب الترشح رسميا، مدرجا خطوته في إطار التغيير والوعد بحكومة قوية، ورحب بمساعى إحياء الاتفاق النووى المبرم بين إيران والقوى الدولية فى 2015 فى حال التزم الطرف الآخر به.
وبحسب وكالة إيرنا، أعلن محمد ترشحه رسميا في مؤتمر صحفي امتد لنحو ساعتين عقده في طهران، وقال: "قررت الترشح لأنني شعرت بأن المرشد الأعلى دعا لتغيير وتحول في الجيل الإداري للجمهورية الإسلامية، وطلب ذلك مرارا".
وأضاف "لسنا مرتبطين بأي حركة أو طرف أو فصيل، ولم نجلس مع أي أحد ولم نعد بشيء"، معارضا أي "استقطاب في المجتمع، هذا الخلاف المستمر الذي يتسبب بتآكل البلاد من الداخل: الحديث عن اليسار واليمين، الإصلاحيين والمحافظين، هذه كلها أمور تضر بالبلاد".
وردا على سؤال عن خلفيته العسكرية، وعما إذا كانت إيران حاليا في حاجة إلى رئيس من هذا المسار، رأى محمد أنه من الأجدى التركيز على مسيرة المرشح بدلا من خلفيته.
وأوضح "لدى الناس خبرات في مجالات مختلفة.. الموضوع لا يتعلق بأين كان هذا المرشح، لكن ما هي أفكاره، انجازاته، وأي حلول يقدمها للمشاكل".
وأضاف : "للأسف، علينا أن نقول اليوم إن الناس متعبون.. ليس بسبب الثورة الإيرانية، بل سوء الإدارة، الكلمات الفارغة، عدم التحرك... باختصار، الناس متعبون من عدم وجود حكومة".
ورأى أن "الناس يريدون رجل ميدان.. اليوم يحتاجون الى إصلاحات، لكن إصلاحات قائمة على مبادئ.. نحتاج الى حكومة قوية".
وحول الاتفاق النووى، قال المرشح المحتمل: "علينا ألا نربط رفاهية الشعب بالاتفاق النووى، لكن إذا نجح الاتفاق في رفع العقوبات فإننا نرحب به"، وأضاف "رغم المشاكل العديدة التى يعانى منها الاتفاق النووى إلا أن مجلس الأمن وافق عليه ونحن نحترمه، وأكد "نحترم الاتفاق النووى وإذا رأينا الطرف المقابل ملتزم به فاننا أيضا نلتزم ببنوده".
وتابع "انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووى وخلقت لنا مشاكل عديدة، وبالطبع ليست كل المشاكل سببها العقوبات، ومعظمها بسبب سوء الإدارة فى الداخل".
وتولى محمد الذى يبلغ من العمر 53 عاما لأكثر من عامين، قيادة "مقر خاتم الأنبياء"، وهو ذراع اقتصادية للحرس تعنى بشؤون البناء والإعمار.. ويندرج اسم محمد ضمن الشخصيات ذات الخلفية العسكرية التي أعلنت نيتها الترشح أو يتداول باسمها لترشح محتمل للانتخابات المقررة فى 18 يونيو 2021.
وتولى محمد، قيادة "مقر خاتم الأنبياء" حتى مارس، قبل أن يعلن استقالته لخوض الانتخابات.. من جهته، أكد الحرس في بيان تعيين بديل منه، على أن يبقى هو ضمن الهيكلية العسكرية كمستشار لقائده اللواء حسين سلامي.
ويفتح باب الترشح رسميا لدى وزارة الداخلية فى إيران في 11 مايو 2021، ويستمر حتى 15 منه، على أن يتولى بعدها مجلس صيانة الدستور الذي يحظى المحافظون بغالبية المقاعد فيه، دراسة ملفات المرشحين والمصادقة على المؤهلين منهم، قبل الإعلان رسميا عن الأسماء التي ستتنافس للفوز بمنصب رئيس الجمهورية خلفا لحسن روحاني.