نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، تقريرا حول متطلبات إنتاج اللقاحات، وبدأ التقرير بالتذكير بإعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن في 5 مايو، الحالي، أن الولايات المتحدة ستتنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات.
ويعزى ذلك إلى السماح للدول الأخرى بإنتاج لقاحات فايزر بيونتيك وموديرنا، ورحبت منظمة الصحة العالمية بهذا الإعلان باعتباره مساهما في تحقيق "المساواة" في توزيع اللقاحات بين الدول.
ووفقا للمجلة فإن التنازل عن حقوق الملكية الفكرية "قد يكون ابتهاجا سابقا لأوانه"، لأن إنتاج اللقاحات "المعقدة تقنيا" لا يتطلب براءات الاختراع فحسب، بل "بنية تحتية كاملة لا يمكن نقلها بين عشية وضحاها".
وتقول المجلة إن "تقاسم براءات الاختراع يعد تطورا هاما ومرحبا به على المدى الطويل، ولكنه ليس الخطوة الأولى الأكثر أهمية".
وتم الآن استهلاك نحو مليار جرعة من لقاح كورونا، ولكن الأغلبية الساحقة للأشخاص الذين تلقوا اللقاح يعيشون في عدد قليل من الدول وخاصة الغنية. وتم التوزيع على الشكل التالي، الولايات المتحدة (250 مليون) والصين (290 مليون) والهند (160 مليون) والمملكة المتحدة (51 مليون) وألمانيا (32 مليون).
وفي المقابل تلقت دول في أفريقيا ودول منخفضة ومتوسطة الدخل في آسيا وأميركا اللاتينية عدد لقاحات أقل بكثير.
وتؤكد المجلة أن التنازل عن براءات الاختراع أو الملكية الفكرية لا تحل مشكلة التوزيع غير العادل للقاحات بين الدول، لأن عمليات إنتاج المواد البيولوجية "معقدة" وتحتاج لتكنولوجيا متطورة وإمكانات كبيرة للنقل والتخزين.
وقد تحتاج الكثير من الدول لسنوات وربما عقود للحصول على هذه التكنولوجيات والأجهزة المتطورة، كما أن هناك حاجة لتدريب العلماء والفنيين والعاملين في إنتاج اللقاحات.
وعلاوة على ذلك، هناك حاجة إلى "أنظمة قوية لمراقبة الجودة" وأنظمة لحفظ السجلات والبحث والتطوير، ويتطلب بناء مثل هذه البنية التحتية تدريبا مكثفا واستثمارات مالية كبيرة، كما أن الأمر يستغرق وقتا طويلا.
وسيحتاج المصنعون إلى التمويل وإلى كميات كبيرة جدا من المواد الخام والإمدادات والمعدات والمهنيين ذوي الخبرة الفنية في التصنيع ومراقبة الجودة.
وسيتطلب تطعيم الهند نحو ملياري جرعة، وستكون هناك حاجة إلى أكثر من 12 مليار جرعة لتلقيح العالم ضد كورونا، وقد يؤدي ظهور أنواع متحورة جديدة من الفيروس إلى زيادة الطلب على اللقاحات.
وبشكل عام فإن مسار إنتاج مليارات الجرعات في عام 2021 أو حتى بحلول أوائل عام 2022 لا يزال "غير معروف وغير واضح"، وسيكون التعاون الدولي "حاسما" في مستقبل تطوير اللقاحات وإنتاجها، وفقا للمجلة.