حذرت العضوة السابقة في البرلمان الاسكتلندي ميشيل بلانتين، الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيكولا ستورجين من مواصلة مساعيها للانفصال عن المملكة المتحدة بأي ثمن، وأكدت أن الانفصال عن بريطانيا قد يدفع بعض رجال الأعمال للهرب خارج البلاد.
وشهدت الانتخابات في اسكتلندا فوز الحزب الوطني الاسكتلندي بـ 64 مقعدًا - واحد أقل من العدد الذي كان سيعطي الحزب أغلبية إجمالية. ومع ذلك، مع حصول حزب الخضر، الذي يدعم الاستقلال أيضًا، على ثمانية مقاعد، في الوقت الذي تواصل فيه ستورجين الضغط من أجل إجراء استفتاء ثانٍ على الاستقلال خلال سبع سنوات، وطرحت قضيتها بقوة خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الأحد الماضي، وفق صحيفة "إكسبريس" البريطانية.
وخسرت بلانتين -وهي أحد أشد المنتقدين لستورجين- التي استقالت من حزب المحافظين من أجل الإصلاح في المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا العام، مقعدها في انتخابات البرلمان في هوليرود يوم الخميس الماضي، وقالت لموقع اكسبريس الإلكتروني إنها تشعر بقلق بالغ إزاء ما سيحدث الآن.
وأضافت: "إن إيمان ستورجين وخطابها بأن نتيجة الانتخابات هي أولاً وقبل كل شيء تفويض لإجراء استفتاء مدعوم للأسف من قبل المعارضة الرئيسية التي وقفت على برنامج لوقف الاستفتاء لا يبشر بالخير في السنوات القليلة المقبلة".
وتابعت "كتب الحزب الوطني الاسكتلندي إلى أنصاره في الفترة التي تسبق الانتخابات ليخبرهم أنه يتعين عليهم التصويت له لحماية هيئة الصحة الوطنية من بوريس جونسون، وهي رسالة كانت مخادعة للغاية لدرجة أنها تسلط الضوء بوضوح على التكتيكات اليائسة المستخدمة".
وقالت بلانتين: "بينما يضمحل التعليم، وتتهاوى خدمات الصحة الوطنية، فإن أعضاء البرلمان لدينا سيتبادلون الإهانات والانقسام المرير بشأن المسألة الدستورية التي ليس لديهم سلطة عليها"، وحثت حكومة المملكة المتحدة على تقديم الدعم اللازم لإعادة بناء اقتصاد اسكتلندا "بعد الضرر الذي أحدثته السياسة الحماسية".
وفيما يتعلق بإمكانية ما يسمى الاستفتاء على الاستقلال الثاني، قالت بلانتين: "إذا تم إجراء استفتاء مرة أخرى، فإن اسكتلندا ستكون بحاجة إلى معلومات دقيقة بشأن العملة، ومعاشاتنا التقاعدية، والديون، وترتيبات ما بعد الاستقلال".
وأضافت "يجب ألا يكون السؤال بنعم أو لا ويجب ألا يكون لعبة تخمين للناس فيما سيعني ذلك للوظائف والمستقبل. ستورجين تغذي مؤيديها بصراخها الداعي للاستفتاء، لكنها بذلك تثير الانقسام والكراهية التي ستجد صعوبة في إعادتها مرة أخرى".
على وجه التحديد، كانت بلانتين قلقة بشأن استنزاف الأموال المحتمل إذا بدأ الاستقلال يبدو وكأنه احتمال واقعي.
وأوضحت: "لقد سمعت بالفعل الكثير من الضوضاء بسبب القلق حيث ينظر صانعو الثروة في إمكانية مخاطر التواجد في اسكتلندا. كان الحق الديمقراطي الذي تم الفوز فيه الأسبوع الماضي لقيادة برلماننا المفوض واستخدام هذه السلطات لصالح الشعب"، وحثت ستورجين على التركيز على المهمة الحالية -أي ضمان التعافي من جائحة (كورونا) في اسكتلندا- بدلاً من التآمر للانفصال عن المملكة المتحدة.
وقالت "بما أن الاستفتاءات على الانفصال ليست سلطة مفوضة منطقيًا، فإن التفويض الوحيد الذي فاز به الحزب الوطني الاسكتلندي هو طلب ذلك، ولم تقل الحكومة البريطانية ذلك الآن".
واختتمت تصريحاتها للجريدة قائلة: "على الحزب الوطني الاسكتلندي أن يواجه إما أن يقسم البلاد في معركة مريرة لا معنى لها والتي ستعاقب الناس أو التركيز على مهمة إدارة اسكتلندا فعليًا بأفضل ما لديهم حتى يتمكنوا يومًا ما من الحصول على دعم أكثر من مجرد 50 في المائة من الناس".