ألقت السلطات الألمانية القبض على خامس مشتبه به فى جريمة سرقة مجوهرات لا تقدر بثمن من متحف "القبو الأخضر" فى دريسدن الألمانية، بعد عام ونصف من الجريمة، وتبين أن المتهم ينتمى لإحدى العشائر الإجرامية الشهيرة المنحدرة من أصول عربية فى برلين.
وأعلن المدعي العام في مدينة دريسدن اليوم الثلاثاء، أنه تم القبض على المشتبه به فى أحد المنازل مساء أمس الإثنين، خلال حملة تفتيش في حي نويكولن ببرلين، وتم نقل الشاب البالغ من العمر 22 عاما، والذى كانت تبحث عنه السلطات الألمانية بأمر اعتقال دولى، على الفور إلى دريسدن، حيث يمثل هناك أمام قاضٍ للبت في حبسه احتياطيا في وقت لاحق اليوم.
وهزت جريمة سرقة المتحف هزت الرأى العام فى البلاد، فخلال عملية سطو مذهلة، سرق الجناة فى 25 نوفمبر 2019 مجوهرات لا تقدر بثمن مصنوعة من الألماس والأحجار الكريمة، والتى تعود إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر.
وفي مداهمتين في 17 نوفمبر و14 ديسمبر 2020، اعتقلت السلطات أربعة مشتبه بهم، وهم رهن الحجز الاحتياطي منذ ذلك الحين، وهرب الشقيق التوأم لأحد المتهمين من المحققين في ذلك الوقت - وفر مجددا فى يناير 2021.
وبعد عام من وقوعها نجحت السلطات في الوصول إلى المشتبه بهم، حيث قامت قوات الشرطة بعمليات تفتيش ومداهمة في برلين بغية ضبطهم وضبط المسروقات التي لا تقدر بثمن.
كما نفذت السلطات الألمانية المختصة 18 مداهمة لـ"شقق ومرائب ومركبات" خصوصا في برلين، في محاولة لاسترجاع القطع المسروقة خلال عملية السطو على متحف القبو الأخضر بدريسدن، وعبّأت السلطات 1638 شرطيا في هذه العملية التي تشهدها مناطق ألمانية عدة، وفق بيان للنيابة العامة الألمانية.
ويرجح المحققون أن الشبان الخمسة متورطون بشكل مباشر في عملية السطو، ويوجهون لهم اتهامات بالسطو والحرق العمد، وينحدر المتهمون من عشيرة "ريمو" في برلين، وأدين أفراد في هذه العائلة الكبيرة أيضا بجرائم أخرى كبيرة مثل سرقة عملات ذهبية من متحف "بوده" ببرلين عام 2017.
ومنذ مارس الماضي، تبحث السلطات أيضًا عن أربعة رجال آخرين يشتبه في قيامهم بالمساعدة والتحريض على السطو على متحف "القبو الأخضر". ولم يتم الكشف عن هويتهم حتى الآن.
وتشتبه السلطات في أن هؤلاء الأربعة تجسسوا على مسرح الجريمة في نهاية نوفمبر، وبالتالي شاركوا في التحضير لسرقة المجوهرات، حيث أظهرت الصورة المأخوذة من كاميرا فيديو نُشرت في ذلك الوقت الأربعة، وهم يفحصون الصندوق الزجاجي الذي سُرقت منه المجوهرات بعد ذلك.
وبينما انتهى البحث عن المشتبه بهم الرئيسين في الجريمة بنجاح، لم تعثر السلطات حتى الآن على أثر للمجوهرات، المسروقة التى قد تساوى فى قيمتها المادية مليار يورو، ولا تزال التحقيقات مستمرة.
تجدر الإشارة إلى أن القصر يعود إلى القرن السادس عشر، وقد تم إنشاء غرفة الكنوز "القبو الأخضر" بين عامي 1723 و1730 بأمر من أمير سكسونيا "أوغوست القوي". وأخذ المتحف اسمه من الرسوم على جدرانه وغرفه التي يطغى عليها اللون الأخضر.