قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه فى جميع أنحاء العالم، تواجه الدول ركودا سكانيا وانهيارا فى الخصوبة، وهو انعكاس مذهل لا مثيل له فى التاريخ المسجل والذى سيجعل حفلات عيد الميلاد الأولى مشهدا أكثر ندرة مقارنة بالجنازات، وستصبح المنازل الفارغة منظرا شائعا.
وتضرب الصحيفة أمثلة على ذلك بالقول، إن أجنحة الولادة تغلق فى إيطاليا، بينما تظهر مدن الأشباح فى الصين، ولا تجد جامعات كوريا الجنوبية أعدادا كافية من الطلاب، وفى ألمانيا، تم تدمير مئات الآلاف من العقارات وتحولت إلى حدائق.
وتشبه نيويورك تايمز الأمر بالانهيار الجليدى، وتقول إن القوى الديموجرافية التى تدفع نحو عدد وفيات أكبر من المواليد، تتسع وتتسارع. وعلى الرغم من أن بعض الدول لا تزال تشهد زيادة أعداد سكانها، لاسيما فى قارة أفريقيا، فإن معدلات الخصوبة تتراجع فى كل مكان آخر. ويتوقع علماء الديمجرافيا الآن أنه بحلول النصف الثانى من القرن الحالى أو ربما قبل ذلك، فإن عدد السكان العالمى سيدخل فى انخفاض مستمر لأول مرة.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن تراجع عدد السكان يمكن أن يخفف الضغوط على الموارد ويبطئ الأثر التدميرى للتغير المناخى ويقلل الأعباء المنزلية على النساء. لكن إعلان كل من الصين والولايات المتحدة عن تعدادهما السكانى هذا الشهر، واللذين أظهرا معدلات بطيئة للنمو السكانى، يشير أيضا إلى تعديلات يصعب فهمها.
فالأعمار الطويلة وانخفاض الخصوبة يؤدى إلى عدد عمال أقل ومتقاعدين أكبر، مما يهدد بقلب الطريقة التي يتم بها تنظيف المجتمعات، التي تدور حول فكرة أن الشباب يقودون الاقتصاد ويعملون على دفع التقاعد للكبار. ويمكن أن يتطلب أيضا إعادة تصور للعائلة وللأمة. فتخيل مناطق كاملة كل سكانها عمرهم سبعين أو أكثر، وحكومات تضع حوافز هائلة للمهاجرين والأمهات الذين لديهم أطفال كثر، وتخيل اقتصاد مؤقت ممتلئة بالأجداد وإعلانات تروج للإنجاب.