أوصت رابطة الجامعات الإسلامية في الندوة العلمية الدولية لملتقى القاهرة للخط العربي بمركز الهناجر بدار الاوبرا المصرية، بإنشاء كليات للخط العربي، حيث إن الخط العربي يتفرد عن غيره من الخطوط الأخرى بجمالياته، مما جعل بعض الفنانين العالميين يتأثرون بجمالياته، ويبدعون لوحات مبنية على تذوقهم ومدى إعجابهم بالخط العربي وتكويناته، برغم عدم فهمهم لما يكتبون ويبدعون.وقال في هذا السياق: إن بعض الكنائس العالمية أبرزت كتابات قرآنية على اللوحات المسيحية لشدة إعجابهم وانبهارهم بروعة الخط العربي وجمالياته ودلالاته مما جعلهم يتفننون في تزيين لوحاتهم بالخطوط العربية بألوانها المتعددة دون معرفة معانيها.
بدأت الندوة بالجلسة الافتتاحية والتي أدارها مقرر اللجنة العلمية للملتقى الدكتور أحمد منصور وتحدث فيها الدكتور جمال نجا من لبنان والأستاذ محمد البغدادي قوميسير الملتقى وكلمة الأستاذ الدكتور فتحي عبد الوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة المصرية.
أما الجلسة العلمية الأولى فكانت برئاسة الدكتور أسامة العبد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية والذي أبدى سعادته بما تحمله هذه الندوة من طموحات جادة لاستعادة الخط العربي مكانته وقدسيته، فقد كتب به القرآن الكريم وأحاديث السنة المشرفة.
وأشار معاليه إلى أن أمنيته هي أن يتم إنشاء كلية للخط العربي، ولديه مشروع طموح منذ ما يقرب من عامين دفع به إلى جامعة دمياط أملا في أن يتم تحقيقه.
وأوضح أنه ما من مناسبة تأتي وهو في اجتماعات مجلس النواب، إلا ويقوم بتقديم طلب إحاطة للحفاظ على اللغة العربية وعلى الخط العربي، مشيرا إلى اهتمام رئيس مجلس النواب بضرورة أن يتحدث النواب باللغة العربية الفصحى.
كما بيّن معالي الأمين العام للرابطة مدى حرص الدولة المصرية على الحفاظ على اللغة العربية ، ومصر قد حفظها الله لأن فيها الأزهر الشريف.
والخط العربي لا ينبغي أن يخرج من مصر، فقد حافظ الأزهر على اللغة العربية وعلى الهوية على طول الزمان.
وذكر كيف كان وهو طالب بالمدرسة الإعدادية في الأزهر الشريف تتوافر لديه في (التختة) التي كان يجلس عليها 3 فتحات لألوان مختلفة من الحبر وأقلام من بينها قلم لخط النسخ وقلم لخط الرقعة والآخر لخط الثلث، حرصا على تعلم الخط العربي والاهتمام به وإجادته.
وكان حماسه واضحا في إدارته لهذه الجلسة والتعليق على المتحدثين من خلال بحوثهم المتميزة، وذلك كله نابع من إحساسه بالمشكلات التي تقف عقبة في أن نعيد للخط العربي مكانته السابقه، فضلا عن تحليله لأبعاد تلك المشكلات، وإمكانية حلها وحماسه الشديد لمعالجة هذه القضية، ضمن قضايا اللغة العربية.
وقد أعطى الكلمة للدكتور محمد زينهم رئيس الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية، ومقرر لجنة الحضارة والعمارة والفنون برابطة الجامعات الإسلامية لكي يتحدث عن بحثه:"جماليات الخط العربي والذي بدأ بقوله: إن اللغة العربية هى إحدى أكثر لغات العالم استعمالا , وهى اللغة الأولى لأكثر من 300 مليون مسلم عربى واللغة الرسمية فى 18 دولة عربية كما يجيدها أو يلم بها أكثر من 200 مليون مسلم من غير العرب , إلى جانب لغاتهم أو لهجاتهم الأصلية , ويقبل على تعلمها كثيرون آخرون من أنحاء العالم لأسباب تتعلق بالدين أو التجارة أو العمل , لكن مع التحديات فى ظل الألفية الثالثة , وتغير صفات حضارية كثيرة فى المجتمعات العالمية , وخوفا من التاثير على اللغة العربية وهى اللغة الوحيدة التى قدر لها أن تحافظ على كيانها , وأن تصبح عالمية وما كان ليتحقق لها ذلك لولا نزول القرآن الكريم , كما أن التراث الغنى من العلوم الإسلامية , مكتوب بتلك اللغة.
وأشار الدكتور زينهم : ومن هنا نحاول أن نؤكد ونحافظ على استمرار اللغة العربية فى هذه الفترة من التحديات باظهار جماليات الخط العربى الذى يعد أحد أبرز مظاهر العبقرية الفنية فقد أكد الفنان المسلم على أهمية القيمة الجمالية المطلقة بشكل الخط العربى الذى يعد من أكثر الأشكال قداسة لارتباطه المباشر بدلالته اللغوية المقدسة.
وأكد على أن الخط العربى هو فن وتصميم الكتابة فى مختلف البلدان بالعربية لتميزها بكونها متصلة مما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال الاستدارة والتشابك والتداخل والتراكيب.
والخط العربى يعتمد جماليا على قواعد خاصة تنطلق من التناسب بين الخط والنقطة والدائرة , وتستخدم فى أدائه فنيا العناصر نفسها التى تعتمدها الفنون التشكيلية الأخرى , كالخط والكتلة , ليس بمعناها المتحرك ماديا فحسب بل وبمعناها الجمالى الذى ينتج حركة ذاتية تجعل الخط يتهادى فى رونق جمالى مستقل عن مضامينه ومرتبط معها فى آن واحد , ولذلك تم تحديد أكثر من مدرسة فنية للخط العربى ومنها : الديوانى السلطانى أو الكونى أو النسخ أو الفارسى أو الثلث أو خط الايجاز وهذه هى الاسرار التى جعلت الخط العربى يُستخدم فى اللوحات الفنية من خلال تشكيلاته وفلسفته برؤية معاصرية.
وأشار الدكتور محمد زينهم إلى أن الخط العربى بُنى على أساسيات جمالية فى الإيقاع والاتزان والوحدة والتناسب وجعل منها حروفا تشكيلية فى لوحات الفنانين سواء الناطقين باللغة العربية أو الفنانين العالميين غير الناطقين باللغة العربية , وفى هذا البحث نؤكد على إظهار الجمال فى الخط العربى برؤية معاصرة , ونؤكد على فهم اللغة العربية ونطقها من خلال رؤية عصرية تناسب الألفية الثالثة؛ وذلك يعد تحدى لهذه الألفية والمحافظة على اللغة العربية فى هذه الفترة.
كما بيّن د. زينهم في بحثه إلى أن الخط العربي يتفرد عن غيره من الخطوط الأخرى بجمالياته، مما جعل بعض الفنانين العالميين يتأثرون بجمالياته، ويبدعون لوحات مبنية على تذوقهم ومدى إعجابهم بالخط العربي وتكويناته، برغم عدم فهمهم لما يكتبون ويبدعون.
وقال في هذا السياق: إن بعض الكنائس العالمية أبرزت كتابات قرآنية على اللوحات المسيحية لشدة إعجابهم وانبهارهم بروعة الخط العربي وجمالياته ودلالاته مما جعلهم يتفننون في تزيين لوحاتهم بالخطوط العربية بألوانها المتعددة دون معرفة معانيها.
وطالب بضرورة اهتمام وزارة التربية والتعليم بالخط العربي تدريسا وتدريبا وتعليما، بحيث أصبح من المدهش غلق مدارس الخط العربي على مستوى الجمهورية، وعدم العناية به!.
وواصلت الجلسة أعمالها، حيث تحدث الدكتور أحمد منصور في بحثه عن لمحات وومضات عن مسابقة الخط العربي على مستوى مدارس الجمهورية، كما تناولت أيضا منى سعيد إبراهيم السيسي بحثها بعنوان:"أهمية تدريس الخط العربي"، وفي نهاية الجلسة شكر الدكتور أسامة العبد الباحثين والحضور الذين أثروا هذه الندوة العلمية المهمة، بمشاركتهم ومداخلاتهم.