قالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه مع تعهد المرشح الجمهورى المفترض فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب بعدم تغيير نهجه، فإن بقية العالم السياسى فى الولايات المتحدة بدأوا يتكيفون مع هذا النهج.
وأوضحت الصحيفة أن مؤشرات الأيام الماضية تدل على أن الأشهر الخمسة المتبقية فى سباق الانتخابات الأمريكية ستشهد معارك بشروط ترامب، حيث بدا خصومه الآن يتبنون تكتيكاته مع تصعيد ترامب نفسه لهجماته وتوسيع نطاقها.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأن هناك ما يدعو إلى التشكك فى احتمالات بناء جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية، كما أن حظر دخول المسلمين لأمريكا يبدو غير عملى أو دستورى. لكن ترامب قطع أخيرا وعدا انتخابيا ربما يستطيع الناخبون أن يعتمدوا عليه.
حيث قال المرشح الجمهورى "لن أتغير". والحقيقة، كما تقول الصحيفة، هى أن بقية العالم السياسى هى التى يجب أن تعدل استراتيجيتها للتعامل معه. وتمضى الصحيفة قائلة إن إمبراطور العقارات الشهيرة لا يزال يتحدى التوقعات، حتى توقعاته الشخصية، بأن سيخفف من خطابه ويرفعه إلى المستوى الرئاسة مع انتقاله إلى المنافسة فى الانتخابات العامة. لكن حتى خصومه أصبحوا يتبنون تكتياته.
فالمرشحة الديمقراطية المنتظرة هيلارى كلينتون، والتى لا يعرف عنها الهجمات اللاذعة لمعارضيها، ألقت خطابا كان أشبه بخطابات ترامب فى نبرته وفى الإهانات التى وجهتها للملياردير الأمريكى. وقالت إن أفكار ترامب ليست مختلفة فقط، ولكنها غير متماسكة بدرجة خطيرة، وهى ليست أفكارا حقا، ولكن مجموعة من الأكاذيب الصريحة والخصومات الشخصية.
وفى نفس الوقت الذى كانت تلقى فيه كلمتها، أعلن رئيس مجلس النواب بول ريان على تويتر أنه سيصوت لدونالد ترامب فى الانتخابات الرئاسية، وقال إنه واثق فى أنه سيساعد على تحويل أجندة الجمهوريين فى المجلس إلى قوانين. وجاء ذلك على الرغم من أن ريان سبق وأصر على أنه لن يدعم ترامب ما لم يعزز الأخير مبادئ الحزب ويحظى بدعم أغلبية واسعة وعريضة من الأمريكيين.
وبينما لم يتزحزح ترامب عن موقفه، اضطر ريان لأن يفعل.. وأنهى مواجهته المحرجة مع الرجل الذى سيكون مرشحا للحزب الجمهورى. لكن ريان بذلك يصبح فى موقف صعب آخر، وهو أنه سيضطر لأن يجيب على كل ما يقوله ترامب.