علقت صحيفة واشنطن بوست على قمة الرئيس الأمريكى جو بايدن ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، التى عقدت أمس الأربعاء فى جنيف، وقالت إن إستراتيجية بايدن للتشاؤم ساعدت على إظهار التقدم مع نظيره الروسى.
وقالت الصحيفة إن بايدن طوال مسيرته السياسية الممتدة على مدار أربعة عقود رأى الرؤساء الأمريكيين، واحدا تلو الآخر، يحاولون إحداث تحول فى العلاقات مع روسيا قبل أن يتركوا المنصب بخيبة أمل. ولذلك حاول فى أول اجتماع له كرئيس مع الرئيس الروسى ألا يكرر نفس الخطأ. فلم يقدم أى بوادر لإعادة ضبط العلاقة، كما أن تشاؤمه بشأن تغيير موقف بوتين فى قضايا مثل حقوق الإنسان كان يوجه أفعاله. وقال بايدن فى المؤتمر الصحفى بعد القمة إن هذا لا يتعلق بالثقة بل بالمصلحة الشخصية.
ولم يترك مساعدو بايدن شيئا للصدفة فى التجهيز لاجتماعه مع بايدن،كما تقول الصحيفة. فلتجنب إخفاق التوقعات، قللوا من احتمالية تحقيق إنجازات حتى ولو متواضعة، ولتجنب الظهور فى مظهر الضعف، تفاوضوا على أن يصل بوتين لمقر القمة أولا، وأنهوا فرص أن يبقى بوتين بايدن منتظرا بالظهور متأخر، وهى حيلة نفسية متكررة استخدمها بوتين. ولتجنب أى مفاجآت، قرروا عدم عقد مؤتمر صحفى مشترك.
ومع إبقاء التوقعات منخفضة، وهو ما تعزز بإنهاء المحادثات مبكرا، خرج بوتين وبايدن من الاجتماع بمفاجئة سارة وهى إحراز تقدم تدريجى حول عدة قضايا. وقال بوتين بعد القمة، لم يكن هناك عداوة، على العكس، حدث اجتماعنا بروح بناءة، بينما وصف بايدن اللقاء بأنه كان جيدا وإيجابيا.
وتقول واشنطن بوست إنه على الرغم من الاتفاقات التى توصلا إليها الرئيسان فيما يتعلق بتبادل السجناء وغيرها لا تشكل لحظة فاصلة، لكن المحللون يرون أنها تمثل تقدما فى قضايا مهمة للبلدين. وقال سام شاراب، المحلل الروسى فى مؤسسة راند الأمريكية، إنها كانت خطوات واضحة إلى الأمام، وبشكل عام، ربما تكون هذه أفضل نتيجة كانوا يتوقعونها.