أدلى الزعيم الاصلاحى والرئيس الايرانى الأسبق محمد خاتمى بصوته صباح اليوم، الجمعة فى الانتخابات الرئاسية الـ 13 فى إيران، ونشرت وسائل الاعلام الإيرانية صوره أثناء التصويت، ما يعد خرقا لقواعد النشر فى اعلام إيران الممنوع منذ سنوات من نشر صوره أو حتى اسمه.
وكان دعا خاتمي، الشعب الإيراني إلى "تغيير قواعد اللعبة الانتخابية والمشاركة" في الاقتراع منع "مصادرة صناديق الاقتراع".
محمد خاتمی دقایقی پیش با حضور در حسینیه جماران رای خود را به صندوق انداخت. pic.twitter.com/jQ1cY1fiQE
— خبرگزاری فارس (@FarsNews_Agency) June 18, 2021
وترأس خاتمى إيران بين عامى 1997 و 2005 وقاد حكومة إصلاحية، وشهدت ولايتا حكمه مساعٍ للانفتاح على الغرب فضلا عن إصلاحات داخلية حاربها المحافظون بشدة.
وتعرض الرئيس الإيراني الاصلاحى الأسبق، فى السنوات الأخيرة لقيود للحد من ظهوره الإعلامى، كما حُظر نشر صوره أو اسمه فى الصحافة ووسائل الإعلام داخل إيران، وحل القضاء الإيرانى حزب" جبهة المشاركة"، وهو الحزب السياسى الأقرب إلى الحكومة الإصلاحية التى كان يرأسها خاتمى.
ومنذ 2009 حظرت السلطات الإيرانية على "خاتمى" الظهور فى الإعلام أو ذكر اسمه فى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، بسبب تأييده للحركة الخضراء التى قادت احتجاجات عارمة ضد النظام الإيرانى فى 2009، عقب الانتخابات الرئاسية وقتها التى صعد فيها المتشدد أحمدى نجاد، وقالت المعارضة إنه حدث تلاعب فى نتائجها.
وكانت فتحت نحو 70 ألف مركز للاقتراع في 31 إقليما أبوابها فى الانتخابات الرئاسية فى إيران، صباح اليوم، الجمعة، فى تمام الساعة 7 صباحا بالتوقيت المحلى، وتغلق الساعة 12 منتصف الليل، وقد تمدد إلى الساعة 2 بعد منتصف الليل فى حال استمرار توافد الناخبين على مراكز الاقتراع بحسب وزير الداخلية عبد الرضا رحمانى فضلى.
وعملت وزارة الداخلية بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا على إطالة ساعات الاقتراع للحد من أى ازدحام في المراكز الانتخابية كإجراء احترازي.
وأدلى المرشد الإيرانى على خامنئى صباح، اليوم، وشدد، عقب الإدلاء بصوته بعد دقائق من بدء عملية الاقتراع، على أن اليوم هو يوم الشعب الإيرانى وأن مشاركته فى الانتخابات يرسم مستقبل البلاد للسنوات المقبلة، داعيا المواطنين إلى المشاركة فى التصويت على أوسع نطاق ممكن.
ووسط مخاوف من السلطات بعزوف الإيرانيين عن المشاركة، دعا كلا من المرشحين الأربع، الإيرانيين النزول للتصويت أثناء الادلاء بأصواتهم، وأدلى المرشح الأفر حظا للفوز والمقرب من المرشد الأعلى والمنتمى للتيار المتشدد رئيس القضاء إبراهيم رئيسى، كما صوت الإصلاحى عبد الناصر همتى رئيس البنك المركزى السابق، كما صوت محسن رضائى، وأمير حسين قاضى زادة هاشمى.
وبحسب وكالة أنباء فارس الإيرانية، صوت عددا آخر من السياسيين البارزين، بينهم الرئيس حسن روحانى المنتهية ولايته، وعلى لاريجانى رئيس البرلمان السابق والمستبعد من الترشح فى هذه الانتخابات من قبل مجلس صيانة الدسور، ومحد باقر قاليباف رئيس البرلمان، ومحمد خاتمى الرئيس الاصلاحى الأسبق.
ويتنافس في الانتخابات 4 مرشحين من التيارين المحافظ والمعتدل وهم: رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي والمدير السابق للمصرف المركزي عبد الناصر همتي، ومحسن رضائي، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، وأمير حسين قاضي زاده هاشمي، النائب الأول السابق لرئيس البرلمان.
ويحق لـ 59مليونا و310 آلاف 307 أشخاص، منهم مليون و392 ألفا و148 شخصا يشاركون لأول مرة.
وبالتزامن مع اقتراع الداخل، تفتح السفارات الإيرانية أبوابها أمام الجاليات الإيرانية فى الخارج للتصويت، وبحسب وزارة الخارجية فإن عدد مواطنيها المؤهلين للتصويت يبلغ 3مليون و 500 ألف شخص، وهناك 234 مركز اقتراع تم إنشاؤها في 133 بعثة أجنبية، لكن في 3 دول لم تتمكن الحكومة الإيرانية من إجراء الاقتراع احداها كندا بسبب قطع علاقاتها الدبلوماسية منذ 9 سنوات، ورفض الحكومة الكندية اجراء انتخابات على أرضها.
وتأتي انتخابات هذا العام في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية حادة تعود بالدرجة الأولى إلى العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها اعتبارا من 2018، ووسط تحديات كبيرة فى مقدمتها جائحة كورونا التى لاتزال تخلف المزيد من الوفيات وآلاف الاصابات فى إيران.
وتخشى السلطات من عزوف الإيرانيين عن التصويت وانخفاض نسبة المشاركة، لاسيما وأنها وصفت بالانتخابات الأقل تنافسية، نظرا لاستبعاد مجلس صيانة الدستور شخصيات بارزة واصلاحيين، ودعوات بعض السياسيين للمقاطعة فى مقدمتهم الرئيس السابق احمدى نجاد.
وتوقعت استطلاعات الرأي في الفترة الماضية، أن تكون نسبة المشاركة بحدود 40%، وأن المرشح إبراهيم رئيسي هو الأوفر حظا، حيث حصل على 63.7% ممن شاركوا في الاستطلاع، بينما تلاه بفارق كبير المرشح محسن رضائي بنسبة 8.9%، ثم عبد الناصر همتي بنسبة 4.2% ثم المرشح أمير حسين قاضي زاده هاشمي بنسبة 3%.