اتفقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على النظر في إنهاء منتدى "مجموعة العمل" المتعلق بتنسيق السياسات تجاه كوريا الشمالية، وفقًا لما ذكرته وزارة الخارجية اليوم الثلاثاء، فيما يبدو أنه لفتة تصالحية تجاه بيونجيانج التي نددت بالمنتدى ووصفته بالعقبة أمام العلاقات بين الكوريتين.
وتوصل "نوه كيو-دوك"، كبير المبعوثين النوويين لسيول، ونظيره الأمريكي "سونغ كيم" إلى الاتفاق خلال محادثاتهما في سيول أمس الاثنين، حيث ناقشا وضع استراتيجية منسقة لاستئناف الدبلوماسية النووية مع بيونجيانج.
وقالت الوزارة في رسالة نصية أرسلتها إلى الصحفيين: «خلال المحادثات بين المبعوثين النوويين الكوري الجنوبي والأمريكي، فحص الجانبان مجموعة العمل القائمة، واتفقا على النظر في إنهائها». وأضافت أن الجانبين اتفقا على تعزيز المشاورات على مستوى المدير العام بالإضافة إلى الحوار بين المفاوضين النوويين الرئيسيين. وفيما يتعلق ببديل منتدى مجموعة العمل، أشار النائب الأول لوزير الخارجية "تشوي جونغ-كون" إلى حوار سياسي شامل يشارك فيه الدبلوماسيون على مستوى المدير العام من البلدين. وقال "تشوي" خلال جلسة برلمانية إنه يمكن مشاركة العاملين في مكتب شؤون السلام في شبه الجزيرة الكورية بالوزارة، بالإضافة إلى نائب المبعوث الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية. وقال إن «التنسيق الشامل بين الجنوب والولايات المتحدة مهم للغاية. وحتى لو اختفت مجموعة العمل، فإن هذا لا يعني تعليق ذلك التنسيق».
وقال مسؤول بوزارة الخارجية في وقت لاحق إن سيول وواشنطن تشتركان في التفاهم بأنه على الرغم من الوظائف الإيجابية لمجموعة العمل، إلا أن لها «آثارًا سلبية» أيضًا، دون مزيد من التفاصيل.
وفي وقت سابق اليوم، التقى "ليم كاب-سو"، المدير العام في مكتب نظام السلام في شبه الجزيرة الكورية بالوزارة، و"جونغ باك"، نائب المبعوث الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية، لمناقشة مسار المضي قدمًا في ضوء القرار بشأن مجموعة العمل.
ويأتي التفكير في إنهاء ذلك المنتدى الذي نددت به كوريا الشمالية في الوقت الذي تسعى فيه سيول وواشنطن إلى إيجاد زخم جديد لاستئناف الحوار مع الشمال. وقال كبير المبعوثين النوويين للولايات المتحدة أمس الاثنين إن إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عرضت الاجتماع مع كوريا الشمالية «في أي وقت وفي أي مكان دون شروط مسبقة»، مضيفا أنها تتطلع إلى رد إيجابي من بيونغ يانغ.
وقد شكلت سيول وواشنطن مجموعة العمل في نوفمبر 2018 لتنسيق السياسات بشأن نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية والمساعدات الإنسانية وإنفاذ العقوبات والعلاقات بين الكوريتين. وكان الهدف من إطلاق المنتدى هو تجنب أي خلاف بينهما في السياسات تجاه الشمال مما قد يعيق التواصل مع بيونجيانج. ومنذ ذلك الحين، تعاملت المجموعة مع تقديم عقار "تاميفلو" وغيره من المساعدات إلى الشمال، والموافقة على زيارات رجال الأعمال إلى الشمال لزيارة المجمع الصناعي المشترك المغلق الآن.
لكن كوريا الشمالية انتقدت مجموعة العمل باعتبارها عائقًا أمام التبادلات السريعة بين الكوريتين. كما انتقد الحزب الديمقراطي الحاكم في كوريا الجنوبية تلك المجموعة، حيث أعرب الرئيس السابق للحزب "لي ناك-يون" عن أمله في إعادة النظر في جدواها، مدعيا أن «تدخلها» أعاق التعاون بين الكوريتين. كما تحدث وزير الوحدة "لي إن-يونغ" عن الحاجة إلى إدخال «تعديلات» في عمليات مجموعة العمل.