ألقت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الوضع فى أفغانستان بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، وقالت إن طالبان اجتاحت مقاطعة هرات الغربية، واستولت على معبرين حدوديين رئيسيين إلى إيران وتركمانستان، وجزء كبير من الريف خارج حدود المدينة.
وقالت الصحيفة أن هذا كان أحدث جزء من أفغانستان ينهار فى مواجهة تقدم سريع للمسلحين، سيطروا خلاله على مناطق أبعد بكثير من معاقلهم الجنوبية الأصلية. وأثارت سرعتهم مخاوف من احتمال سقوط الحكومة فى كابول فى غضون أشهر.
فى هرات، استدعى أمير الحرب إسماعيل خان، الذى كان فى عهد الحرب الأهلية، أنصاره بين عشية وضحاها، ونشر وحدات مسلحة لحراسة الأجزاء الرئيسية من المدينة وضواحيها. وأوضحت الصحيفة أنه فى منتصف السبعينيات من عمره، لكنه دعا جميع المسلحين فى المدينة للانضمام إلى القتال ووعد بالذهاب إلى الخطوط الأمامية بنفسه.
وقال فى مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي: "يمكنك الآن رؤية مئات المسلحين فى منزلى، الآلاف تجمعوا منذ الأمس، بعون الله، سنذهب إلى ساحة المعركة بحلول هذا المساء، ونغير الوضع". وأظهرت صور مسلحين يحتشدون فى فناء منزله.
اعترف عبد الله عبد الله، رئيس مجلس السلام فى الحكومة الأفغانية، أنه فى حين أن تعبئة الميليشيات مثل مليشيات خان "لم تكن الخيار الأفضل فى ظل الظروف العادية"، إلا أنها أصبحت الآن حيوية لمنع استيلاء طالبان على السلطة.
وأضاف أنه إذا لم يتوقف تقدم طالبان، فلن تجلس الحركة أبدًا لإجراء مفاوضات جادة، لاسيما وإن محادثات السلام التى يقودها للحكومة متوقفة منذ شهور.
وقال مسئول كبير آخر فى هرات أن الوضع كان خطيرًا للغاية يوم الخميس، لكن بحلول يوم الجمعة فرضت الميليشيات وقوات الأمن طوقًا حول هرات الكبرى وتم حماية المدينة ومطارها جيدًا.
قال متحدث باسم طالبان إنهم سيسمحون للتجارة عبر الحدود بالاستمرار كالمعتاد من خلال نقاط متعددة استولوا عليها فى الشمال والغرب، مما سيوفر تدفقًا مربحًا للإيرادات.
وقال المتحدث سهيل شاهين على تويتر "كل الحدود التى تسيطر عليها طالبان الآن ستظل مفتوحة وعاملة". وتسيطر المجموعة بالفعل على المعبر الشمالى الرئيسى المؤدى إلى طاجيكستان فى شمال بدخشان، والذى أعيد فتحه بعد فترة وجيزة من تغيير السيطرة.