قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إن الفيضانات المدمرة التى ضربت ألمانيا مؤخرا ألقت بظلالها على الحملة الانتخابية التى تشهدها البلاد استعداد للانتخابات العامة، مؤكدة أنه مع تبقى شهرين فقط على يوم الانتخاب دفعت الفيضانات التى أودت بحياة العشرات فى غرب البلاد قضية التغير المناخى إلى قلب الحملة الانتخابية.
واتفقت أغلب الأحزاب السياسية الألمانية على أن الاحتباس الحرارى العالمى هو المسئول عن الكارثة التى خلفت حتى الآن أكثر من 183 قتيلا، وتسببت فى دمار فى بلدان وقرى باثنين من أكبر الولايات الألمانية من حيث عدد السكان.
وتضرر سد على نهر روير مساء أمس السبت مع إسراع عمال الإنقاذ لإجلاء 700 من سكان بلدة فاسربيرج قرب الحدود الهولندية، وتوقعت الصحيفة أن هذه المشاهد الدرامية قد تصب بشكل هائل فى صالح الخضر، الذين يتنبأ لهم بتحقيق مكاسب كبيرة فى انتخابات سبتمبر، حتى قبل حدوث الفيضانات.
وحتى الآن امتنع الخضر عن ترديد شعار "لقد أخبرتكم هذا" ولم يزر زعيم الحزب روبرت هابيك المناطق المتضررة من الفيضانات، وقال فى تصريحات لمجلة شبيجيل الألمانية أن السياسيين الحمقى وحدهم من يدخلون الطريق فى مثل هذه المواقف، وأضاف أنه محظورا القيام بحملة انتخابية فى يوم مثل هذا عندما بدأ حجم الدمار الذى خلفه الفيضان فى الظهور.
لكن فاينانشيال تايمز قالت إنه من الواضح أن التركيز الجديد على مخاطر الطقس الغريب وصلتها بقضية الاحتباس الحرارى للأرض يمكن أن يكون داعما عاما لمرشحة حزب الخضر لمنصب المستشارة أنالينا باربوك، ويمكن أن تصرف الانتباه أيضا عن الأخطاء التى ارتبكبتها حملتها حتى الآن.
وتعرضت نائبة البرلمان البالغة من العمر 40 عاما لانتقادات بالغة بسبب أمور غير دقيقة فى سيرتها الذاتية، والانتحال المزعوم فى كتاب نشرته الشهر الماضى، وتأخرها فى إبلاغ البرلمان عن الدخل الإضافى للحزب.
وقال كارل رودولف كورت، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة دويسبورج إيسن للتلفزيون الألماني، إنه يستطيع بالتأكيد حصد نقاط الآن مع كفاءة حزب الخضر فى القضايا البيئية والمناخية، وهذا يمنحها طريقة جديدة تماما لحشد الناخبين.