يواجه ركاب شركة السكك الحديد العامة فى ألمانيا (دويتشه بان)، اليوم الاثنين، إضراباً جديداً أدى إلى إلغاء 75% من رحلات قطارات المسافات الطويلة، على الرغم من عرض قدمته الإدارة في اللحظة الأخيرة إلى نقابة السائقين.
وفي محطة فرانكفورت، أحد أبرز محاور البلاد، حيث تم إلغاء عدد كبير من الرحلات، أشارت لوحات المحطة إلى اضطراب كبير فى حركة النقل.
بدأ الإضراب، المراد منه التأثير في مجرى المفاوضات الجارية حول الأجور، السبت على مستوى نقل البضائع، قبل أن يتسع نطاقه الإثنين ليطاول الشبكة بأكملها على امتداد 48 ساعة.
وتتوقع دويتشه بان، أنّ يعمل "نحو 25%" فقط من قطارات المسافات الطويلة خلال يومي الإضراب، وهي نسبة مماثلة لتلك المسجّلة في الإضراب الأول قبل اثني عشر يوماً، وكذلك في ما يتعلق بقطارات المقاطعات والمدن، إذ تتوقع الشركة تشغيل 40% من الخطوط المعتادة.
في برلين، تسبب الإضراب في تعطيل وسائل النقل العام، ساد الهدوء في المحطة المركزية وكان عدد قليل من الناس ينتظرون على الأرصفة، حيث لم يحاول معظم المسافرين القدوم لركوب القطار.
وبدأ الإضراب الأول بعد تصويت حاز نسبة تأييد بلغت 95% بين المنتسبين الى النقابة، وأدى الإضراب الأخير إلى عرقلة رحلات كثير من المسافرين خلال إجازاتهم الصيفية.
وتقول النقابة إنّ "أكثر من تسعة آلاف موظف" توقفوا عن العمل، بما في ذلك السائقون وبعض الموظفين من القطاعات الأخرى.
نشأت هذه الحركة بعد فشل مفاوضات الأجور حول الاتفاقية الجماعية المقبلة بين الإدارة والنقابة التي تطالب بزيادة بنسبة 1,4% وصرف مكافآت فردية لهذا العام بقيمة 600 يورو، على أن تبلغ الزيادة 1,8% في 2022. كما ندد السائقون بتخفيض معاشاتهم التقاعدية التكميلية بمقدار 50 يورو شهرياً.
وعرضت دويتشه بان من جانبها زيادة بنسبة 1,5% في 2022 و1,7 في 2023، وطلبت مهلة إضافية لأجل "مواجهة الأضرار" الناجمة عن الأزمة الوبائية.
اعربت الإدارة الأحد عن استعدادها للتفاوض بشأن منح مكافأة هذا العام، لكن دون تحديد المبلغ، الأمر الذي اعتبرته النقابة غير كافٍ واستمرت بالاضراب.
وتأتي هذه الاضطرابات التي قد تتكرر في الأشهر المقبلة، في وقت توقعت المجموعة الألمانية خسائر مالية كبيرة لهذا العام على خلفية أزمة تفشي وباء كوفيد-19 وإجراءات الاحتواء