أفادت وسائل إعلام محلية بأن مقاومة بنجشير نفت تقارير "طالبان" عن سيطرتها على الولاية، وقال التلفزيون المحلي إن أمر الله صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق وجبهة المقاومة يرفضان سقوط بنجشير وينفيان سقوطها، وقالت القناة على "تويتر" "أمر الله صالح وجبهة المقاومة ينفيان سقوط بنجشير".
وفي وقت سابق، قال مصدر في شرطة كابول لوكالة "سبوتنيك": إن حركة طالبان استولت على ولاية بنجشير الأفغانية.
وأضاف المصدر: "سقطت بنجشير، واعتقل المسلحون المقاومة وجنودها، وهرب أمر الله صالح وأحمد مسعود".
وقال مصدر آخر لـ"سبوتنيك": إن "الأخبار المنشورة التي تفيد بأن أحمد مسعود وأمر الله صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق قد غادرا بنجشير إلى طاجيكستان مجرد شائعة وهما موجودان في بنجشير".
وأعلن بلال كريمي المتحدث باسم حركة "طالبان"، اليوم الجمعة السيطرة بشكل كامل على ولاية بنجشير شمالي أفغانستان.
وأصبح إقليم بنجشير الذي يقع قرب العاصمة كابول، ملاذاً لآلاف الأشخاص الذين يريدون الانضمام إلى حركة المقاومة بقيادة أحمد مسعود، نجل الزعيم الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود، الذي حذر حركة طالبان مؤخراً من دخول ولاية بنجشير، مسقط رأس عائلته ومحل تواجده الحالي.
وأكد مسعود أنه يحظى بدعم قوات من الحكومة السابقة والأهالي، وأعرب في الوقت ذاته، عن قبوله فكرة وجود حكومة شاملة بالبلاد تضم الحركة.
وتواصلت المعارك في آخر معقل كبير في أفغانستان ضد طالبان، حتى أمس الجمعة بعد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي طالبان وجماعة مناهضة تتخذ من وادي بنجشير مقرا.
ويحسب بي بي سي، فان وادي بنجشير هو منطقة جبلية شمال كابول يصعب الوصول إليها لها تاريخ طويل في مقاومة الجماعات المتمردة وفي أواخر التسعينيات، كان مركزا للمقاومة ضد طالبان أثناء حكمهم.
الآن جبهة المقاومة الوطنية والتي يرمز لها بـ (NRF)، وهي مجموعة تضم أعضاء سابقين في قوات الأمن الأفغانية ويقال إن أعدادها بالآلاف واصلت القتال ضد طالبان بعد استيلائهم شبه الكامل على أفغانستان.
استمر القتال المتقطع بين جبهة المقاومة الوطني وطالبان منذ أسبوعين حتى الآن، وحشدت طالبان قوات في إقليم بنجشير ومحيطه في الأسابيع الأخيرة وقالت يوم الإثنين إنها استولت على ثلاث مناطق في الوادي.
وقال قائد في جبهة الخلاص الوطني في وادي بنجشير، إن القتال يدور حول منطقة شاتال في بنجشير، مؤكدا أن قواته تسببت في سقوط مئات القتلى من صفوف طالبان وهو ما نفته الحركة.
وقال مصدر بطالبان، إن المسلحين هاجموا بنجشير من عدة اتجاهات، ولم تستطع الشبكة تحديد إجمالي عدد الضحايا في الجولة الأخيرة من القتال والتي امتدت لتصل إلى مقاطعات أخرى مجاورة للوادي.
وقال قائد جبهة الخلاص الوطني، إن طالبان هددت المدنيين واحتجزت رهائن، محذرا السكان من أنهم قد يقتلون بسبب دعمهم للمقاومة.
وكتب أمر الله صالح نائب الرئيس الأفغاني السابق الذي انضم إلى القتال ضد طالبان على تويتر، أن طالبان منعت وصول المساعدات الإنسانية إلى بنجشير وأجبرت الرجال في سن الجيش على السير في حقول الألغام لتطهيرها، وأضاف: "طالبان قطعت الهاتف والكهرباء ولا تسمح بالأدوية".
على الجانب الآخر، قالت طالبان في بيانات رسمية، إنها تسعى إلى إنهاء القتال عن طريق التفاوض، وتريد أن يعيش البنجشيريون في سلام، مسلطة الضوء على عروضهم بالعفو عن القوات المتحالفة مع الحكومة السابقة في البلاد التي تدعمها الولايات المتحدة.
ودعا الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، الذي لا يزال في أفغانستان، الجانبين إلى إنهاء القتال قائلا في بيان: "للأسف، في الأيام الأخيرة، وعلى الرغم من جهود الإصلاحيين بدأت العمليات العسكرية والقتال في بنجشير الأمر الذي يثير قلقا عميقا ولا أعتبر العواقب في مصلحة الوطن والشعب".
ودعا كرازي الجانبين لإنهاء القتال قائلا: "هذا هو سبب دعوتي للطرفين إلى أن الحرب ليست الحل لأفغانستان".
وقال مصدر في الجبهة إن الاشتباكات الليلية بين طالبان وجبهة الخلاص الوطني بدأت في وقت متأخر من يوم الخميس وكانت شديدة للغاية، وأضاف أن طالبان يستخدمون أقصى درجات القوة للدخول والسيطرة على المحافظة لكن الاشتباكات مازالت مستمرة.
في وقت سابق يوم الخميس، قال فهيم دشتي، المتحدث باسم جبهة الخلاص الوطني، إن طالبان فقدت 40 من قواتها في محاولاتها المستمرة لدخول بنجشير. وقال متحدث آخر مساء الخميس، إن طالبان فقدت أيضًا عددًا من المعدات الثقيلة والأسلحة التي تم تدميرها.
ويعد وادي بانجشير مركزًا لحرب العصابات الأفغانية، وقد قاوم الاحتلال الأجنبي منذ فترة طويلة، من جيش الإمبراطورية البريطانية إلى القوات السوفيتية وطالبان.