شكل سلاح البحرية الأمريكية مجموعة عمل جديدة تابعة لها في الساحل الشرقى، للتأكيد على جاهزية مدمراته وقدرتها على الانتشار السريع بمجرد التحذير من أجل مواجهة أى تهديد قد يصدر من غواصات روسية فى المحيط الأطلنطي.
وقال سلاح البحرية إن مجموعته الجديدة، التي خرجت تحت مسمى "مجموعة عمل السلوقي"، التي أُعلن بدء عملها رسمياً وعملياً اعتباراً من مطلع سبتمبر الجارى، هى عبارة عن قوة عمل مؤلفة من جيل متطور من المدمرات، الذي يندرج في إطار "خطة سلاح البحرية لتعزيز استجابة الأسطول".
ويقول معهد البحرية للولايات المتحدة - في تعليقه على الخطة - إنها تقضي بإعداد المدمرات التي تم نشرها فعلياً وتلك المنتظرة في قائمة الصيانة وتجهيزها للتدريب والعمليات داخل الأطلنطي في أسرع وقت ممكن.
ونقلت مجلة (ديفينس نيوز) عن قائد قوات البحرية الأمريكية في الأطلنطي، الأميرال بريندان مكلان، قوله - في احتفال جرى على متن المدمرة الأميركية "توماس هاندر" في ميناء مايبورت - إن "مجموعة عمل السلوقي صُممت لتزويد الأسطول بالقطع الحربية المتوقعة والمستمرة والجاهزة والتي تتمتع بموثوقية تامة"، مؤكداً أن "السفن ستكون جاهزة لإنجاز نطاق كامل من المهام- بما فيها تتبع الأنشطة الروسية تحت السطح في مياه المحيط الأطلنطي، وتعزيز الحماية البحرية لأمتنا".
وحملت مجموعة العمل الجديدة مسمى (السلوقي) نسبة إلى فيلم سينمائي أميركي حمل العنوان نفسه، وأًنتج العام الماضي 2020، وتدور أحداثه حول معارك بحرية قامت بها مجموعة مدمرات بحرية تابعة للحلفاء للدفاع عن الأطلنطي ضد السفن والقوارب الألمانية، أثناء الحرب العالمية الثانية.
وتُعد المدمرة الأمريكية "دونالد كوك"، التي أكملت مهامها وانتشارها الذي دام سبع سنوات في ميناء روتا الإسباني، وعادت أخيراً إلى ميناء مايبورت، والمدمرة "توماس هاندر" هما أول مدمرتين تنضمان إلى قوة (مجموعة عمل السلوقي).
ومن المقرر أن تلحق بهما المدمرة الأمريكية "ذا سوليفانز"، التي توجد حالياً مع المجموعة الهجومية المرافقة لحاملة الطائرات البريطانية "كوين إليزابيث"، لدى عودتها المنتظرة في يناير المقبل. وستلتحق المدمرتان الأمريكيتان (كولي) و(جرافلي) إلى قوة مجموعة عمل (السلوقي) في العام المقبل عندما يحين موعد الصيانة للمدمرة (دونالد كوك).
وذكرت المجلة - المعنية بالشؤون العسكرية - أن تشكيل قوة العمل يأتي في إطار إعادة تركيز البحرية الأميركية لقطعها الحربية وجهودها في منطقة الأطلنطي في ضوء الأنشطة الروسية المتصاعدة. وقد قام السلاح في عام 2018 رسمياً بإعادة تشكيل الأسطول الثاني للولايات المتحدة، الذي يخصص لحماية مياه المحيط الأطلنطي والساحل الشرقي للولايات المتحدة، نظراً لتنامي القلق من أنشطة الغواصات الروسية في مياه الأطلنطي.
وقد طورت البحرية الروسية جيلها التالي من الغواصات الهجومية وزودتها بصواريخ هجومية - برية طويلة المدى يصل مداها إلى 1000 كيلومتر أو يزيد. كما تطور موسكو طرازاً جديداً من غواصاتها التي ستزودها بطوربيدات ضخمة بحجم حافلة مدارس كبيرة ومسلحة برؤوس نووية.
وشدد قائد قوات البحرية الأميركية في الأطلنطي، الأميرال بريندان مكلان، على تعاظم المخاطر الروسية في الأطلنطي قائلاً "التهديد الاستراتيجي للوطن دخل عصراً جديداً وقام منافسونا بنشر قدراتهم ويواصلون تطويرها حتى يضعوا وطننا رهناً للمخاطر".
وأشار إلى أن القطع البحرية سترابض في ميناءي مايبورت ونروفولك، لافتاً إلى أن "مجموعة عمل السلوقي" ستكتمل لتعمل بكامل قدراتها بحلول يونيو 2022. وبين أن المدمرات ستقوم بعملياتها وجولاتها وتعود للتوقف في الموانئ حتى يتمكن البحار والضباط على متنها من رؤية عائلاتهم بعد عودتهم.
من جانبه، أكد قائد المجموعة الثانية للغواصات في البحرية الأمريكية، الأميرال بريان ديفيس، أن الهدف من هذه المجموعة الوصول إلى تناغم مختلف القيادات في سلاح البحرية من أجل تنسيق جهود التدريب وإجراء المناورات في منطقة الأطلنطي.
وقال "إن ذلك سيتيح لنا العمل وفق جداول لا تتعلق بالنسبة لقطع السفن الحربية فحسب، بل بالنسبة للغواصات أيضاً، وكذلك بالنسبة لأسطول طائرات (بي- 8) التابعة للبحرية، والمروحيات الهجومية، وقيادة فوج الأطلنطي للمروحيات القتالية البحرية، وأفواج المروحيات الملحقة بسلاح البحرية، وهو ما يسمح لنا بإعداد كل العناصر للاستفادة من فرصة التدريب الممكنة، علاوة على إجراء المناورات التكتيكية المتطورة مثلما حدث في مناورة (الأرملة السوداء)، ومن ثم يتم إتاحة فرص التدريب لقيادة عمليات الغواصات. وكل هذا سيوفر لهذه القطاعات بيئات تدريبية مهمة وممكنة".