أكد نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبى فرانس تيمرمانس أن هناك هدفاً رئيسياً يستهدف الاتحاد الخروج به من قمة جلاسكو للمناخ (مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشان تغير المناخ "كوب 26")، والتى تستضيفها بريطانيا الشهر المقبل.
وقال تيمرمانس - فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، على هامش زيارته الحالية إلى القاهرة - إن هذا الهدف يتمثل في الخروج من قمة جلاسكو للمناخ، قادرين على القول //اتخذنا قرارات من شأنها أن تحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين.
وأشار تيمرمانس - الذى يشغل أيضا منصب المبعوث الأوروبى للمناخ، المسئول عن تنفيذ الاتفاق الأخضر الأوروبي - إلى أنه شارك خلال زيارته الحالية للقاهرة في المؤتمر الوزاري لدول الاتحاد من أجل المتوسط حول البيئة والعمل المناخي بمشاركة 42 دولة، مؤكدا أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي ناقش التحديات ذات الصلة بالتغييرات المناخية.
ووصف المسئول الأوروبي، رفيع المستوى، نتائج المؤتمر بأنها "مهمة وإيجابية للغاية"، لافتا إلى أنه جرى بذل الكثير من الجهد للوصول إلى أرضية مشتركة الشهر الماضي، والآن النتيجة هي أننا جميعًا حققنا تقدما ونتطلع إلى "إزالة الكربون" من اقتصادنا.
وأعرب عن التطلع إلى إنشاء منطقة متوسطية أكثر استدامة، وقال "نتطلع إلى التخلص من الاعتماد على الفحم، وهو ما يجعلنا نعتقد أن نتائج مؤتمر القاهرة إيجابية للغاية".
وحول رؤيته لجهود مصر على المستويين الوطني والدولي في قضية التغييرات المناخية، أوضح أن مصر بذلت جهودا كبيرة وقيادية في هذا الصدد من خلال إظهار الالتزام الواضح في السنوات الأخيرة بالاستدامة والحفاظ على بيئة أفضل وكذلك تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري؛ وهو ما يتم فى مصر بشكل جيد للغاية.
وعما إذا كان الاتحاد الأوروبي يدعم اقتراح مصر استضافة الدورة القادمة من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27) في عام 2022 نيابة عن القارة الإفريقية، أكد المسئول الأوروبي أن القارة الإفريقية ستستضيف القمة القادمة، مشيرا إلى أنه كان هناك حديث كثيرخلال المشاورات التمهيدية لمؤتمر الأطراف الـ26 للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ، والتي عقدت بميلانو الأسبوع الماضي،عن احتمالات أن تكون مصر هي الدولة المضيفة لـ (كوب 27)، موضحا أن هذا الأمر خاص بالبلدان الأفريقية.
وأضافأنه وفي إطار مستوى التعاون الذى يجمع بين الجانب المصرى والاتحاد الأوروبي؛ فنحن في الاتحاد سنرحب إذا ما تم اختيار مصر للرئاسة المشتركة للقمة القادمة في 2022.
وفيما يخص النتائج والطموحات المتوقعة منالدورة القادمة من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشان تغير المناخ "كوب 26" والتي تستضيفها بريطانيا الشهر المقبل؛ أشار إلى أن "لدينا هدف واحد هام وهو الخروج من مؤتمر (جلاسكو) قادرين على القول إننا اتخذنا قرارات من شأنها أن تحد من ارتفاع درجة حرارة الارض بمقدار درجتين مئويتين".
واعتبر أن الوصول إلى النتائج المرجوة بشأن التغيرات المناخية يتطلب القيام بالعديد من الأشياء للحصول على تمويل لمواجهة هذه التغيرات المناخية والوصول إلى مساهمات وطنية محددة وفق مستويات أكثر طموحًا، حيث إننا لا نزال نأخذ في الاعتبار الموقف الدراماتيكي الراهن كما وصفته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.. فهناك العديد من الموضوعات التى نحتاج إلى حلها، ولكن هناك حزمة من هذه الأشياء إذا ما قمنا بها بشكل جيد ستأخذنا إلى الموقف الذي نريد أن نكون فيه وهو أننا ما زلنا متماشين مع ما اتفقنا عليه في اتفاق باريس.
وعن الاتفاق "الأخضر الأوروبي" الذي يهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية؛ قال نائب رئيس المفوضوية الاوروبية إن الدول الأوروبية لديها "صفقة خضراء أوروبية" التزم الاتحاد الاوروبي من خلالها بهدف طموح على المدى البعيد حتى عام 2050 لتكون أوروبا أول قارة تصبح حيادية فيما يخص تغير المناخ.
وحول ما إذا كانت الارتفاعات في أسعار الوقود والطاقة يمكن أن تشكل عائقا أمام جهود مواجهة تغير المناخ قالفرانس تيمرمانس إن الطاقة الشمسية والرياح المتجددة تظل باستمرار أرخص من الغاز الطبيعي والوقود الأحفوري، لذلك يتعين علينا التسريع بعملية التحول إلى الطاقة المتجددة.
وأضاف أننا نعترف بأن هذه الأسعار المرتفعة تجعل هناك قلقا ونتفهم ذلك، لافتا إلى أن الصفقة الأوروبية الخضراء بالنسبة لنا ليست مجرد استجابة ورد فعل لأزمة المناخ، بل إنها ستساعدنا أيضًا في استراتيجيتنا الجديدة للنمو، حيث ستسهم في النمو الاقتصادى بشكل أسرع، كما ستسهم في خلق المزيد من فرص العمل بمقدار مليوني وظيفة، وهذا يعني أن أوروبا ستتبع مسارا يتعين على بقية العالم اتباعه عاجلاً أم آجلاً.
وعن التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية العديدة ومن بينها تداعيات فيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩" على الخطط المستقبلية المتعلقة بالمناخ فى اوروبا وخارجها.. قال فرانس تيمرمانس انه لابد وبسبب وباء كورونا من الاستثمار فى اعادة الهيكلة محذرا من أنه اذا لم نقم بالاجراءات اللازمة سيكون هناك عدم استقرار أكبر بسبب نقص المياه وبسبب الفشل فى زراعة المحاصيل وبسبب تدفقات الهجرة الهائلة وبسبب عدم تمكن الناس من ا لعيش في مناطق معينة بسبب ارتفاع درجات الحرارة .
وأضاف أن التكلفة في الأرواح البشرية وعدم الاستقرار وعدم القيام بأي شيء سيكون أعلى بكثير من تكلفة الانتقال إلى مجتمع مستدام واقتصاد مستدام.
وحول دعم الاتحاد الأوروبي للشركاء فى مجال مواجهة ظاهرة تغير المناخ، أكد نائب رئيس المفوضية الاوروبية المبعوث الاوروبى للمناخ انه تم التعهد بمبلغ 100 مليار دولار للتكيف وتقليل التأثيرات في دول العالم النامي وذلك فى اشارة الى ما اعلن عنه رئيس مؤتمر الامم المتحدة لتغير المناخ امس عن ان الوفود المشاركة فى قمة جلاسكو اتفقت على ضرورة الالتزام بتعهد لتخصيص ١٠٠ مليار سنويا لمساعدة البلدان الاكثر عرضة للمخاطر فى التعامل مع القضية.
وشدد فرانس تيمرمانس على الحاجة - كذلك - إلى خلق الوضع المناسب للاستثمار الخاص لأنه - وعلى وجه الخصوص في مجال الطاقة المتجددة- فإن هناك العديد من المستثمرين من القطاع الخاص في جميع أنحاء العالم يرغبون في الاستثمار ولكننا بحاجة إلى تهيئة الظروف المناسبة مع ضمان بعض الحماية للاستثمار مع الدعم المالي و لتهيئة الظروف الإدارية المناسبة لذلك بالتعاون مع دول في هذه المنطقة .
وتابع: سنحتاج - بعد ذلك - إلى نقل التكنولوجيا والتقنيات التي يتم تطويرها كذلك في أوروبا وبخاصة فى قطاعات الزراعة والمجالات الأخرى على سبيل المثال.
وعن انعقاد العديد من المؤتمرات والقمم الخاصة بالمناخ التى تخرج بتوصيات ونتائج دون تطبيقها، أكد إنه كلما طال انتظارنا في مواجهة هذا التحول المناخي؛ ستظهر المزيد من القضايا ذات الصلة على طاولة مجلس الأمن ومن بينها الصراعات الخاصة بقضايا المياه، والغذاء والطقس غير المنتظم وما إلى ذلك ، ولذا فان العالم سرعان ما سيدرك أن هذا الامر لا يتعلق بالبيئة فحسب ، بل يتعلق كذلك بأمننا وسلامتنا ومجتمعاتنا.
ويقوم نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، فرانس تيمرمانس -حاليا - بزيارة لمدة يومين إلى القاهرة؛ حيث شارك في الاجتماعات الوزارية للاتحاد من أجل المتوسط في القاهرة، كما التقى برئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد.
يذكر أن المسئول الأوروبي - الذي جرى اختياره مؤخرًا كواحد من أكثر 100 شخصية مؤثرة في قبل مجلة التايم لعام 2021 ، والذى يشغل منصب مبعوث الاتحاد الأوروبي للمناخ - قضى الأسابيع الأخيرة التى تسبق انطلاق مؤتمر الامم المتحدة حوا تغير المناخ "COP26" في جلاسكو في محاولة إعطاء دفعة أخيرة لتحقيق أقصى قدر من الطموح العالمي ازاء قضية تغير المناخ .
كما قاد عمل الاتحاد بشأن قانون المناخ الذي تم اعتماده مؤخرًا ، والذي جعل هدف الحياد المناخي لعام 2050 للاتحاد الأوروبي مطلبًا قانونيًا.. وفي يوليو قدم حزمة من 13 اقتراحًا قانونيًا متميزًا في مجالات الطاقة والنقل والضرائب والانبعاث للتاكد من أن الاتحاد الأوروبي سيحقق أهدافه.