طالبت منظمة العفو الدولية بتمكين الأفغان المعرضين لأشد درجات الخطر في بلادهم من السفر للخارج، وذكرت المنظمة في تقرير نشر في العاصمة الألمانية برلين اليوم الخميس أن هناك دولا أوروبية ترفض بشكل غير مشروع دخول أفغان إلى أراضيها، حسبما ذكرت وسائل إعلام ألمانية.
وقالت المنظمة إنه لهذا السبب ،فإن يجب إتاحة الفرصة للخروج السريع وغير البيروقراطي بالنسبة لهؤلاء الأشخاص كما طالبت بإصدار تأشيرات إنسانية لهذا الغرض.
وأشارت المنظمة إلى انعدام فرص الخروج من أفغانستان في الوقت الراهن بعد مضي نحو شهرين على إنتهاء الجسر الجوى، ولفتت إلى أن الدول المجاورة أغلقت حدودها في وجه الأفغان الذين لا يحملون وثائق سفر وهو ما جعل الكثيرين لا يتمكنون من مغادرة البلاد إلا بشكل غير منتظم.
وأقر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مستهل الجولة الجديدة من المحادثات بـ"صيغة موسكو" الخاصة بأفغانستان بأن عودة حركة "طالبان" إلى سدة الحكم في هذا البلد أمر واقع.
وقال لافروف، أمام الوفود المشاركة في اجتماع اليوم في موسكو: "الآن، بعد حدوث تغيرات جذرية في الوضع على الأرض، لا جدوى في البحث عن المسؤولين عن عدم إحراز أي تقدم ملموس في ملف المصالحة الوطنية، وبودي الإشارة فقط إلى أن الآمال المرتبطة بالمعسكر الجمهوري، أي الحكومة الأفغانية السابقة برئاسة الرئيس السابق أشرف غني، لم تتحقق، ووصلت إدارة جديدة إلى الحكم الآن، وهذا الأمر الواقع يحمل مسؤولية كبيرة على عاتق حركة طالبان".
وأشار الوزير الروسي إلى الجهود التي بذلتها "طالبان" في سبيل استقرار الظروف العسكرية والسياسية في في البلاد وتنظيم عمل مؤسسات الدولة، مشددا في الوقت نفسه على أن مهمة إحلال سلام مستدام في أفغانستان لا تزال ملحة.
وتابع أن موسكو ترى الشرط الأساسي لتحقيق هذا الهدف في تشكيل حكومة شاملة في الواقع ستعكس بالكامل مصالح كافة القوى العرقية والسياسية في البلاد.
وشدد لافروف على أن الرؤية المتبصرة التي ستظهرها هذه الخطوة كانت "ستعطي درسا طيبا للذين ضحّوا، من أجل تحقيق طموحاتهم الشخصية، بالمصالح القومية وتركوا بالفعل شعبهم ليلاقي مصيره" وستحدد طريقة لتطور أفغانستان تدريجيا اعتمادا على أوسع طيف ممكن من الفئات الاجتماعية.
ولفت لافروف إلى أن مستوى الدعم الاجتماعي الذي ستحظى بها "طالبان" مرتبط بشكل وثيق مع سياساتها الاجتماعية مدى احترامها للحقوق والحريات الأساسية، مؤكدا أن الجانب الروسي بحث هذه المسألة بالتفصيل مع وفد الحركة المشارك في محادثات اليوم.
وقال: "توازن القوى الجديد الذي قام في أفغانستان منذ 15 أغسطس لا بديل عنه للمستقبل المنظور من جانب، ومن جانب آخر يؤكد عدم الاعتراف رسميا (بـ"طالبان" كسلطة شرعية) على الصعيد الدولية ومشاكل اقتصادية واجتماعية ومالية وتحديات جديدة تواجهها السلطات الجديدة في كابل أن الوضع في البلاد لا يمكن وصفه مستقرا حتى الآن".
وحذر الوزير الروسي من أن العديد من التنظيمات الإرهابية، بالدرجة الأولى "داعش" و"القاعدة" تحاول الاستفادة من هشاشة الوضع وتشن هجمات دموية في مناطق متفرقة من البلاد، بالإضافة إلى استمرار الأنشطة المتعلقة بإنتاج المخدرات في البلاد.
وأشار لافروف إلى أن هناك خطر امتداد الأنشطة الإرهابية والمتعلقة من المخدرات إلى دول مجاورة، لاسيما تحت غطاء تدفق المهاجرين، مؤكدا أن روسيا ناقشت مع وفد "طالبان" ضرورة أن تلتزم الحركة على نحو صارم بالنهج الرامي إلى منع استغلال أي أطراف لأراضي أفغانستان ضد مصالح دول أخرى.
وأعرب لافروف عن ارتياح موسكو إزاء مستوى التعاون العملي الحالي مع السلطات الأفغانية الجديدة، مشيرا إلى أنه يتيح تحقيق الأهداف الأولية المرتبطة بضمان أمن المواطنين الروس المقيمين في البلاد ومواصلة سفارة موسكو في كابل أداء مهامها دون عوائق.
وأعرب الوزير عن أسف موسكو إزاء عدم مشاركة الولايات المتحدة في محادثات اليوم وغيابها للمرة الثانية على التوالي عن اجتماعات "الترويكا الموسعة" بخصوص أفغانستان.
وأبدى الوزير أمله في أن هذا الأمر ليس مرتبطا بأي مشاكل مبدئيا ولا تزال واشنطن مستعدة لمواصلة العمل على الملف الأفغاني، مرجحا أن أحد أسبابه يعود إلى تغيير المبعوث الأمريكي الخاص بشأن أفغانستان مؤخرا.