قام المئات من المحتجين الملثمين بإلقاء مقذوفات على قوات الأمن الفرنسية خلال المظاهرة الحاشدة التى تشهدها باريس اليوم الثلاثاء، ضد قانون العمل، والمتزامنة مع استضافة فرنسا لبطولة كأس الامم الأوروبية حتى 10 يوليو المقبل.
كانت مسيرة حاشدة قد انطلقت فى وقت سابق اليوم من ساحة "إيطالى" صوب ساحة "الانفاليد" بقلب العاصمة الفرنسية "باريس"، حين وقعت الاشتباكات مع قوات الأمن، ما دفع الأخيرة الى استخدام خراطيم المياه لتفريق مثيرى الشغب، وتم اعتقال ما لا يقل عن 15 شخصا فيما أصيب 26 آخرين خلال المواجهات مع قوات الأمن.
ومن جانبها، قالت الكونفدرالية العامة للعمل التى دعت الى التظاهر اليوم أنها قامت بتأجير 600 حافلة لتمكين المتظاهرين من القدوم من جميع ارجاء فرنسا الى العاصمة باريس للمشاركة فى المسيرة المنددة بمشروع قانون العمل.
كانت النقابات العمالية قد أعلنت اعتزامها تنظيم مظاهرة أكبر من تلك التى نظمتها فى 31 مارس الماضى، والتى شارك فيها 390 ألف شخص فى 250 مدينة وفقا للسلطات الفرنسية و 1.2 مليون محتج وفقا للمنظمين.
وتشهد فرنسا منذ أكثر من ثلاثة أشهر احتجاجات متكررة ضد مشروع قانون العمل الذى يخضع للنقاش حاليا فى مجلس الشيوخ بعد أن مررته الحكومة الشهر الماضى دون تصويت نواب الجمعية الوطنية (مجلس النواب) بواسطة المادة 3-49 من الدستور.
كما تخللت تلك الفترة إضرابات طالت قطاعات حيوية مثل مصافى النفط والمحطات النووية والنقل لا سيما السكة الحديد والطيران وجمع المخلفات والقمامة لدفع الحكومة إلى التخلى عن قانون العمل المثير للجدل ويرى معارضوه أنه منحاز بدرجة كبيرة لأرباب الأعمال ويمثل تراجعا فى المكتسبات الاجتماعية للعاملين والموظفين.