أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا عن"القلق البالغ والمتنامي من تسارع الإجراءات الاستفزازية التي تتخذها إيران"، داعية في بيان مشترك، السبت، الرئيس الإيراني إلى "انتهاز الفرصة والعمل بنية صادقة لتجنب تصعيد خطير"، حيبما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
وأكدت الدول الأربع المشاركة في محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، أن "ما تحرزه إيران من تقدم في المجال النووي، وعرقلة عمل وكالة الطاقة الذرية، يقوض إمكانية العودة للاتفاق النووي".
يذكر أن، كشف النائب الإيرانى بهروز محبى أن بلاده سوف تستأنف المفاوضات النووية الأسبوع المقبل، وذلك بعد توقف دام لأشهر منذ صعود الرئيس إبراهيم رئيسى، وبعد 6 جولات خاضها فريق وزير الخارجية السابق جواد ظريف، بحسب موقع انتخاب الإيرانى.
فيما أكد نائب إيرانى آخر وهو، أحمد على رضا بيجى عضو فى مجلس الشورى الإيرانى بعد اجتماع فى البرلمان مع وزير الخارجية، إنه من المقرر استئناف المحادثات فى بروكسل مع الدول الخمس التى لا تزال أطرافا فى الاتفاق النووى الموقع فى 2015، بعد تعليقها فى يونيو.
من جانبه، طالب وزير الخارجية الإيرانى أمير حسين عبد اللهيان الولايات المتحدة الأمريكية، بإثبات حسن نواياهم والقيام بمبادرة جادة قبل المفاوضات، لافتا أن بلاده تعتزم متابعة المفاوضات بشأن القضايا التى حدثت منذ خروج ترامب من الاتفاق النووى وليس الحالات الأخرى، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية فارس.
ونقل النائب الإيرانى حجة الإسلام على رضا ميرسليمى، عن عبد اللهيان الذى تحدث اليوم فى جلسة مغلقة بالبرلمان، "أن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتمثل الخطوة مقابل الخطوة والعمل مقابل العمل".
وأضاف النائب الإيرانى: عبد اللهيان أعلن فى هذا الاجتماع بان إيران ستفصل مسار المفاوضات النووية عن مسار اقتصاد البلاد ولن تجعل الاقتصاد رهنا بها ابداً، كما أن الحكومة ستتابع الاقتصاد بمعزل عن القضايا المتعلقة بالمفاوضات النووية.
ونقل عن عبداللهيان قوله "سنعمل وفق قانون المبادرة الإستراتيجية لإلغاء العقوبات والاحتفاظ بحقوق الشعب الإيراني.
وفى محاولة لتحريك عملية المفاوضات كان قد توجه إنريكى مورا، كبير منسقى الاتحاد الأوروبى للمحادثات النووية الإيرانية، إلى طهران للقاء نائب وزير الخارجية الإيرانى على باقرى كانى للمرة الأولى منذ تولى الإدارة الجديدة مهامها.
وعلى الجانب الآخر، أبدى وزير خارجية الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل فى السابق، "استعداده" لاستقبال مسئولين إيرانيين فى بروكسل، غير أنه دعا طهران فى الوقت نفسه لعدم إضاعة مزيد من الوقت والعودة إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي.
وصرح بوريل فى واشنطن: "أعلم أن الإيرانيين يريدون فى شكل ما محادثات مسبقة معى بوصفى منسقاً، ومع بعض الأعضاء الآخرين فى مجلس" اتفاق 2015 حول النووى الإيرانى، مضيفاً: "أنا مستعد لذلك، لكن الوقت ينفد" لإنقاذ الاتفاق، وفق فرانس برس.
كما مضى قائلاً: "لا يمكننى أن أعطى تاريخاً محدداً. أنا مستعد لاستقبالهم إذا كان ذلك ضرورياً".
وانخرطت إيران فى هذه المفاوضات فى أبريل الماضى، فى فيينا مع فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا وبمشاركة غير مباشرة للولايات المتحدة الأمريكية، ولا تزال هذه الدول أعضاء فى اتفاق عام 2015 حول برنامج إيران النووى فيما عدا واشنطن التى انسحبت منه 2018.
وكانت تهدف المفاوضات لإعادة إحياء الاتفاق النووى، واعادة طهران لتنفيذ بنوده كاملا بعد أن تحررت من قيوده ردا على الانسحاب الأمريكى.
ويبدو أن طهران ستركز على هدفان فى محادثات فيينا المحتملة، وهى بحسب الخارجية الإيرانية، قضية رفع العقوبات التى فرضها الرئيس الأمريكى السابق، ونزع ضمانات من الدول الموقع على الاتفاق النووى بعدم انتهاكه مجددا.
وأكدت الخارجية الإيرانية أنه "لن يتم التفاوض على نص أو اتفاق جديد، ستكون محادثات فنية لضمان التنفيذ الكامل للاتفاق النووى من قبل جميع الأطراف".