يرى خبراء في مجال البيئة إن هدف وصول صافي انبعاثات الكربون في الهند إلى صفر بحلول 2070 الذي أعلن عنه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يعتبر أكثر طموحا بكثير من هدف الصين أو الاتحاد الأوروبي، رغم أنه سيتحقق بعدها بعقد أو عقدين.
وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الإعلان المفاجئ لرئيس الوزراء الهندي في الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 26) عن هدف 2070 لتحقيق صفر صافي انبعاثات الكربون جاء مع العديد من التعهدات الطموحة.
وقالت الصحيفة إن الهند، التي تعد واحدة من أكبر ثلاث دول تسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بعد الصين والولايات المتحدة، قد ابتعدت في وقت سابق عن التعهدات بصفر انبعاثات وطالبت بدلا من ذلك بالمزيد من الإجراءات من الدول المتقدمة.
وقبل مفاوضات المناخ في الأمم المتحدة، أكدت الهند أيضا أن أهداف صافي الصفر كانت أقل أهمية من المضي قدما نحو تحقيق خفض الانبعاثات.. غير أن الضغط كان يتزايد على الهند منذ أن أعلنت الصين عن هدفها الخاص بصفر انبعاثات الكربون بحلول 2060 العام الماضي.
ويعتقد الخبراء أن الأهداف الطموحة التي جاءت في بيان مودي في قمة كوب 26 في جلاسكو - لزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة والحد من الانبعاثات - يمكن أن تكون نقطة تحول للهند في السنوات المقبلة.
ووفقا للصحيفة، قال الخبراء إنه رغم أن هدف مودي لتحقيق بلاده صافي انبعاثات صفرية يأتي بعد 20 عاما من هدف معظم البلدان الأخرى، وبعد 10 سنوات من الصين، فإن حصة الهند من انبعاثات الكربون التاريخية هي أيضا أقل بكثير من حصة الدول الأكثر تقدما مثل الولايات المتحدة والصين.
ويرى نافروز دوباش، الأستاذ في مركز أبحاث السياسة العامة بالهند، إن الأهم من تعهد الهند بصافي انبعاثات كربونية صفر، هو الإعلانات الأخرى التي ستقود تغييرا حقيقيا في السنوات القادمة.
وأوضح دوباش أن "الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو الإعلانات المتعلقة بالسكك الحديدية والطاقة غير الأحفورية ومقياس الطاقة المتجددة". هذا هو ما يعطي مجالا للهند لقيادة تحول تنموي منخفض الكربون في العقد المقبل".
وقد أشار مودي في خطابه إلى التزام بجعل خطوط السكك الحديدية الهندية صفر صافي انبعاثات بحلول عام 2030، وهو تعهد تم تقديمه في الواقع لأول مرة العام الماضي.
من جانبه، قال فيبهاف شاتورفيدي، من مجلس الطاقة والبيئة والمياه الهندي، إنه على الرغم من أن هدف الهند الصافي قد يأتي متأخرا عن الآخرين، إلا أنه في الواقع أكثر طموحا من الصين أو الاتحاد الأوروبي.
وأضاف شاتورفيدي في بيان: "نحن في مجلس الطاقة والبيئة والمياه نتوقع أن يوفر هذا خارطة طريق واضحة لأسواق الطاقة الهندية والعالمية وتسريع وتيرة إزالة الكربون العميق، كما سيوفر هذا الإعلان أيضا مخططا لانتقال الهند إلى اقتصاد منخفض الكربون".