من هى المرأة الخارقة التى تتحدى مافيا التعدين الغير قانونى فى الأمازون البيروفية

"كارينا جاراى" المدعية العامة البيروفية السابقة، والمتخصصة فى الجرائم البيئية، هى التى تم إطلاق لقب "المرأة الخارقة " عليها بسبب شجاعتها وتقدمها مع عناصر الشرطة والجيش لاستكشاف عمليات تعدين سرية والقبض على المسئولين والمجرمين وتدمير الالات التى يستخرجوا بها الذهب بنفسها، لدرجة أنها أصبحت "كابوس" لتلك العصابات. وقالت شبكة "بى بى سى" موندو على نسختها الإسبانية، فى تقرير لها، إن جاراى كانت فى المقدمة فى معركة "ميركورى" تلك العملية التى تم إطلاقها فى 2019 من قبل الرئيس البيروفى آنذاك مارتين فيزكارا، وهى عملية غير مسبوقة للقضاء على التعدين الغير قانونى واستعادة سلطة الدولة فى منطقة الأمازون البيروفية,حاصة بعد بناء الطريق الذى يربط البرازيل بساحل بيرو والذى تم استغلاله من قبل المهربين لاستخراج الذهب فى المناطق المحمية التابعة لإدارة مادرى دى ديوس. وأشار التقرير إلى أن حشود من المجرمين بدأوا فى الاستقرار فى هذه المنطقة حيث يتم استخراج الذهب بشكل غير قانونى، وتم تشكيل مدن بأكملها، مثل لا بامبا، في المنطقة وحول التعدين، كما ازدهر الاتجار بالبشر وأيضا الاستغلال الجنسي، ودمر استغلال الذهب عشرات الآلاف من الهكتارات من غابات الأمازون المطيرة. وتحدث فيلم وثائقى فى مهرجان هاى فى أريكوبيا عن هذه المرأة الخارقة والتى أطلق عليها البعض لقب "المعجزة" أيضا. ولدت كارينا في كوسكو قبل 36 عامًا في عائلة من المحامين، واختارت التخصص في مكافحة الجرائم البيئية ، لأنها ترى "عندما تدافع عن البيئة ، فإنك تدافع عن شيء يخص الجميع". وكرست كارينا جاراى نفسها لملاحقة جرائم مثل قطع الأشجار غير القانوني وأعطاه رجال الشرطة الذين عمل معهم لقب المرأة الخارقة، حيث كانت تخرج يوميًا تقريبًا مع عناصر الشرطة والجيش لاستكشاف الغابة بحثًا عن عمليات تعدين سرية بمشاركة الجيش. وأشار التقرير إلى أن عملها أجبرها على الانفصال ولديها ابن عمره 9 سنوات، وقالت "كنت سأواجه مافيا التعدين ولم أرغب في تعريضه للخطر بسبب ذلك ، لذلك تركته مع والدتي في كوسكو وذهبت لرؤيته كل أسبوعين." وتابعت: "لم يكن التوفيق بين واجباتها كأم ومدعي عام أمرًا سهلاً، كان يحتاجني دائمًا أن أغني له أغنية قبل أن ينام ، وفي بعض الأحيان كان يضطر إلى القيام بذلك عبر الهاتف من القارب الذي كنا نعمل فيه على النهر، كنت أعلم أنني أفعل شيئًا من أجل بلدي ، ولكن كان من الصعب عليّ أن أعرف أنه كان عليّ أن أكون أمًا". وأشارت جاراى إلى أن "إزالة الغابات ليست الضرر الوحيد الذي يسببه التعدين غير المشروع للبيئة، ولكن أيضا استخدام المعادن مثل الزئبق لفصل واستخراج الذهب من الصخور التي يوجد فيها ، وينتهي الأمر بتلويث المياه والسلسلة الغذائية". لكن التعدين بالنسبة للكثيرين في هذه المنطقة هو أسلوب حياة ، وأحيانًا يكون السبيل الوحيد الممكن. ويصعب إقناعهم بالتخلي عنها مهما كان الضرر الذي تسببه في العالم. على الرغم من أنها تشعر أحيانًا "بالإحباط" وترغب في العودة إلى منصب مثل ذلك الذي كانت تشغله في مادري دي ديوس ، إلا أن كفاحها لم ينته بعد، وقالت "قريباً سأعمل مرة أخرى على شيء يتعلق بالدفاع عن البيئة."